تسيد مشروب القهوة العربية فعاليات ربيع بريدة 35، فأسست النساء في إحدى زواياه موقعا لتناول المشروب الأصيل في أجواء جميلة وآسرة، وتم تجاذب الأحاديث والقصائد الشعرية والأدب. وفي أحد أركان هذا المقهى الذي يتوسط موقعا بديكور الصحراء ارتسمت على محيا أم محمد البالغة من العمر (٦١ عاما) البسمة والسرور وهي تحتسي فنجانا من القهوة، مشيرة إلى أن مثل هذه المقاهي النسائية أخذت بذاكرتها لتلك الأزمان الماضية حيث الاجتماعات النسائية في البيوت وسط أجواء ينتابها الحب والصفاء. وبينت أم محمد أن مثل هذه المقاهي النسائية ذات الطابع التراثي أوجدت للمرأة خصوصيتها وحافظت على التراث الوطني وطورت الحرف اليدوية، موضحة أن المقهى جمع بينها وبين بناتها وحفيداتها، وعشن فيها الماضي بأجواء الحاضر. إلى ذلك، اعتبرت نورة الشمري (٢١ عاما) أن إقامة مثل هذه المقاهي النسائية الخاصة وربطها بالماضي وتنوع الأذواق فيها وتميزها يجعلهن يفتخرن بالاهتمام بالموروث الشعبي الأصيل، لافتة إلى أنها أتت مع جدتها لهذا المقهى النسائي الخاص واطلعت على أصناف أخرى كالمشروبات والمأكولات التي جمعت بين العالمية والشعبية والتي ترضي جميع الأذواق، كالتشيز كيك كليجا، ومفن الزنجبيل، وبراوني بالتمر وغيرها. بدورها، أوضحت المدير العام لجمعية حرفة بمدينة بريدة هند الحربي أن مشاركة حرفة في مثل هذه المهرجانات الهادفة هو محاكاة للماضي ودمجه بالحاضر، وتهيئة الخصوصية للنساء وسط أذواق متعددة من المأكولات والمشروبات المختلفة، لافتة إلى أن من أهم أهداف الجمعية الحفاظ على التراث الوطني وتطوير الحرف اليدوية. وأفادت أن خدمة المجتمع وتوفير مناخ عائلي ملائم لاجتماع الفتيات والسيدات يتسم بالقيم الدينية والمجتمعية يعطي انطباعا مثاليا ومميزا يرضي جميع الأذواق، موضحة أن المقهى تديره أيادي فتيات سعوديات تدربن على خدمة الضيافة والطبخ بمواصفات عالمية ومعايير جودة عالية، مقدمة شكرها للقائمين على مهرجان ربيع بريدة ٣٥ وتذليل العقبات وتهيئة جميع مقومات النجاح لمثل هذه المقاهي النسائية الخاصة التي تحاكي التراث.