×
محافظة المنطقة الشرقية

غرفة الشرقية تنظم برنامج الاستشارات المجانية

صورة الخبر

افتتح ولي العهد الكويتي سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمس الأحد المؤتمر ال20 للاتحاد البرلماني العربي الذي تستضيفه دولة الكويت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بحضور معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ورؤساء وأعضاء الوفود العربية المشاركة. وبدأ حفل الافتتاح بكلمة لمعالي رئيس مجلس الأمة الكويتي الاستاذ مرزوق علي الغانم أكد فيها أن الإقرار بمرارة الواقع هو أول شروط النجاح في تغييره، والواقع المرير؛ هو أن القضية الفلسطينية قد أقصيت عن موقعها الرئيسي والحقيقي والإستراتيجي بفعل التطرف العنيف، ودويلات الطوائف، وبفعل تغول الاحتلال في غطرسته، وامعان الغرب في تحيزه، وانتهازية الشرق لفرصته، وقبل كل هذا وذاك، بفعل تفرق العرب وإخفاقهم المتواصل في توحيد صفوفهم وتحقيق مشروعهم. واضاف أنه إزاء هذه الصورة الصادمة المذهلة، ليس أولى من الاتحاد البرلماني العربي في الاجتماع على أمل توحيد الأمة حول قضيتها الرئيسية على الأقل، وعلى أمل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية حول قضية العرب الأولى. وقال الغانم إن القضية الفلسطينية شكلت محور الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي في العالم العربي كله، وعاشت بسببها المنطقة في حالة توتر دائم، انفجرت منها أربع حروب رئيسية، واستخدمتها – بالحق أو بالباطل – كل الثورات والانقلابات والحركات السياسية مبرراً لقيامها، ومسوغاً لتقصيرها، وسبباً لقمعها. وأشار معاليه إلى أن قضية القدس والمسجد الأقصى تعيش في ضمير الإنسان العربي، وفي وجدان الإنسان المسلم كجرح مفتوح لكرامته ومعتقده، وكتهديد حقيقي لكيانه ووجوده، فلا غرابة في أن تكون العامل الأول والأهم في تشكيل فكره وتوجيه تفكيره، وتفجير عنفه وغضبه، خاصة تجاه من هو ملتزم بشكل مطلق بمصالح إسرائيل ومطالبها، ومعارض بذات القوه لنضال الشعب الفلسطيني وحقوقه، وبالتالي، للموقف العربي الإسلامي الداعم لهذا النضال والمؤمن بهذه الحقوق. بوشكوج: نقدر الخطوة الكبيرة بتمكين المرأة السعودية من ولوج مجلس الشورى ولفت الغانم إلى الارتباط العضوي الوثيق بين الصراع العربي الإسرائيلي من جهه، وبين كل من غياب الإصلاح وانتشار العنف في العالم العربي والإسلامي موضحاً أن غياب الإصلاح أدى إلى إخفاق العديد من دول المنطقة في بناء السلام الداخلي، وفي الوقت ذاته، ادى الشعور الحقيقي بالظلم والقهر في معالجة القضية الفلسطينية إلى تغذية بؤر التوتر وتوليد منظمات الإرهاب وإختلال السلم العالمي. وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي أن التضامن العربي لا يمكن أن يكون حقيقياً ومستمراً وفاعلاً، إلا ضمن مفهوم متكامل يقوم على خيار التعاون والتنمية، ويتعهد بالحفاظ على أرض وحدود كل دولة عربية ووحدتها الوطنية، وإحترام إرادة شعبها. وأكد أن غياب نظام أمن عربي مشترك قد خلق فراغاً كبيراً، يعمل الآخرون على ملئه بالأسلوب الذي يضمن مصالحهم ويعمق جراحنا، محذراً من خطورة الإنقسام في الصف الوطني الفلسطيني، لأن طرفيه لا يمكن أن يتحملا جريمة ضياع دماء الشهداء هدراً، ولأن هذا الانقسام ليس إلا انعكاساً ومحاكاة للانقسام العربي العام. بعد ذلك ألقى الأستاذ عبدالواحد الرّاضي رئيس الاتّحاد البرلماني الدّولي كلمة بالمناسبة أكد خلالها على محورية القضية الفلسطينية التي مازال شعبها يعيش تحت الاحتلال ويتعرّض لأبشع الانتهاكات في ما يخصّ حقوقه الثّابتة في العيش بحرّية وإقامته لدولته المستقلّة وعاصمتها القدس. وأضاف الراضي أن المطالب العادلة للشعب الفلسطيني لن تتحق إلا بوحدة الصّف الفلسطيني وزيادة الدّعم العربي للأشقّاء في فلسطين وحشد أوسع ودعم وتأييد عالمي للشّعب الفلسطيني في نضاله حيث الدّور الأساسي للبرلمانات العربيّة والدّبلوماسيّة البرلمانيّة. من جانبه أشاد معالي السيد أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي في كلمته بإسم أعضاء البرلمان العربي على مبادرة الإتحاد البرلماني العربي، بتخصيص أعمال هذا المؤتمر للقدس، عاصمة دولة فلسطين، وتسليط الضوء على العدوان الصهيوني المستمر عليها وسبل دعم أهلنا في الوطن المحتل. وقال إنه على الرغم من مساعي العدو الصهيوني المكشوفة لتغيير هوية القدس، فإن الشعب الفلسطيني مستمر في المقاومة رغم بساطة الإمكانيات ويرفض الرضوخ للعدو الصهيوني والتفريط في القدس عاصمة لدولة فلسطين. وأضاف إن التغيرات المستمرة والنزاعات التي شهدتها ولا تزال تشهدها أقطارٌ متعددة من وطننا العربي، لا يجب أبداً أن تنسينا قضيتنا المحورية، مشيراً إلى أن البرلمانات العربية مطالبةً أكثر من أي وقت مضى بالوقوف وقفة تضامنية صادقة مع مقاومة الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه الوطنية في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وطالب الجروان بالوقوف ضد تهويد القدس وطمس معالم هويتها مشيراً إلى أن ذلك لا يمكن أن يتأتى إلا برصد كل تحركات الاحتلال الصهيوني ومقاومتها عالمياً وإرسال رسالة الشعب العربي لمؤسسات المجتمع الدولي لوقف استقطاب العدو الصهيوني دعماً لمخططاته الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني. وشدد الجروان على ضرورة الالتزام بوثيقة المصالحة الفلسطينية، ودعم الجهود المبذولة من أجل تنفيذ الوثيقة بين الأطراف الفلسطينية التى وقعت عليها ، وإنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة. بعد ذلك ألقى أمين عام الاتحاد البرلماني العربي نورالدين بوشكوج كلمة أكد خلالها أن القدس تنادينا لتوحيد صفوفنا وتلبية ندائها بالوقوف معها بكل مانملك من امكانات مادية ومعنوية حتى تتحرر من الاحتلال والاستعمار وتستعيد دورها واشعاعها الحضاري في توحيد للعرب والمسلمين، حيث أن مدينة القدس كانت ولاتزال وستظل إلى أبد الأبدين عامل توحيد للعرب والمسلمين. واضاف إن من مميزات مدينة القدس أنها وحدتنا في الماضي وتوحدنا في الحاضر وسنظل عامل توحيد للأمة رغم ما نعانيه هذه الأيام من فرقة الصفوف وتباعد المواقف. وزاد بوشكوج إن اجتماع هذه النخبة المتميزة من رؤساء واعضاء البرلمانات الذي كرس لموضوع وحيد وفريد هو "القدس.. عاصمة دولة فلسطين" بدعوة كريمة من معالي رئيس مجلس الأمة الكويتي، وفي هذه المنطقة العزيزة الغالية من وطننا منطقة الخليج العربي التي حباها بخيرات طيبة هائلة ورزقها قادة حكماء سخروا امكانياتهم وطاقاتهم لتنمية منطقتهم واسعاد شعوبهم والوقوف مع امتهم ومؤازرتها. وطلب أمين عام الاتحاد البرلماني العربي خلال كلمته في المؤتمر من معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ "نقل تقديرنا واعتزازنا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية لكل ما قدمه للمملكة وشعبها وللامة العربية والاسلامية". وأضاف بوشكوج "إننا نقدر على غرار باقي المنظمات الاقليمية والدولية، الخطوة الكبيرة التي مكنت المرأة السعودية من ولوج مجلس الشورى من بابه الواسع والمساهمة في العملية التشريعية والرقابية جنباً إلى جنب مع اخيها الرجل". وعبر عن تأييده "لكل ما تقوم به المملكة العربية السعودية دفاعاً عن القضايا العادلة للأمة الاسلامية منوهين بالمبادرة الأخيرة المتمثلة في امتناع المملكة عن دخول مجلس الأمن للأسباب الوجيهة التي تعرفونها جميعاً". كما عبر سعادته عن تقديره لكل ما يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لزوار الحرمين وبالخصوص العملية الكبيرة المستمرة لانجاز أكبر توسعة شهدتها البقاع المقدسة عبر التاريخ. كما طالب الأمين في كلمته بالقيام بدور فاعل في تحريك العمل البرلماني لصالح القضايا المصيرية، مؤكداً إيمانه بأن العمل العربي المشترك هو السبيل الأنجع للوصول إلى استعادة الحقوق العربية المشروعة وتحقيق أهدافنا في الأمن والسلم والعدل، وأن التحديات التي تواجهنا حالياً هي واحدة من بين العوامل العديدة التي تفرض علينا فتح صفحة جديدة في التعامل والتعاون والتضامن بين شعوبنا ودولنا ونبذ خلافاتنا. وختم بأن قضية القدس هي قضية جوهرية وتعد من امهات قضايانا العربية التي تحاك ضدها المناورات وتنسج حولها المؤامرات التي تستهدف تغيير وضعها والحاقها بصفة نهائية بإسرائيل، مشيراً إلى أن ذلك لن يتحقق بإذن الله وبصمود أهلنا في الأرض المحتلة ووحدة الأمة في دعم هذه القضية المصيرية واستعادة وحدة الأشقاء الفلسطينيين بالاتفاف حول القيادة لتاريخية لشعب فلسطين حتى التحرر الشامل للوطن واقامة الدولة لاحرة المستقلة وعاصمتها القدس. بعد ذلك التقطت الصور التذكارية لرؤساء الوفود البرلمانية مع سمو راعي الحفل ورفعت الجلسة الافتتاحية.