تعود العلا لواجهة المشهد الحضاري في ظل لحظة تاريخية فارقة يلتفت فيها المسؤولون في صناعة السياحة إلى أهمية تكريس واقع جديد للسياحة الثقافية في السعودية الغنية بالمشاهد التاريخية إلا أن العلا تعد الأغنى من بين عرائس السياحة الثقافية في البلاد. في هذه المدينة التي تقع على بعد 300 كيلومتر شمالي المدينة المنورة، أعلن عن تطوير متحف العلا ليكون مقصدا ثقافيا يعرض فيه أبرز ما تم العثور عليه من آثار ومشاهد الحضارات السابقة، في وقت بدأت فيه القرية التاريخية في استعادة ماضي الحضارات الغابرة التي مرت بها المنطقة كالحضارة الديدانية واللحيانية والمعينية إلى جانب الحضارة الشهيرة المعروفة بالأنباط. ويؤكد الدكتور حامد الشويكان أحد أبرز المهتمين في السياحة الثقافية في هذه المحافظة، أن "القرية التراثيـــة" المعروفة في المجتمع المحلي بـ "الديرة" تعود إلى جذور تاريخية تمتد إلى القرن السابع الهجري، كما تذكر كتب الرحالة العرب، التي تصفها بأنها إحدى أهم وأكبر المدن في الحجاز قديماً بعد مكة المكرمة، حيث كانت محطة رئيسة يتوقف بها الحجاج القادمون من الشام للتزود بالطعام والماء. نقوش أثرية تزخر بها العلا. القرية التاريخية في العلا تستعيد ماضي الحضارات، إذ تعد إحدى ثلاث مدن إسلامية باقية من القرن السابع الهجري. أهالي العُلا في الحاضر يعيشون الماضي كل يوم وسط المنطقة التاريخية. أحد المواقع التاريخية التي تكتنزها المدينة العتيقة. ويشير الشويكان إلى آراء علماء الآثار في القرية التراثية في العلا، باعتبارها إحدى ثلاث مدن إسلامية باقية من القرن السابع الهجري تمثل المدينة الإسلامية بمساجدها ومنازلها وأسواقها، فيما تشير المناطق الأخرى في المحافظة العريقة إلى جذور أخرى لحضارات أخرى. غير أن أكثر ما يميز هذه المحافظة المغرقة في التاريخ، هو الشواهد البيئية التي تعد الأميز بتكويناتها الغريبة واللافتة كجبل الفيل وتلك التشكيلات الطبيعية المميزة لكثبان الرمال والصخور في هذه المحافظة الساحرة.