الرياض: فهد العيسى في الوقت الذي يزداد فيه بعض مسؤولي لجان اتحاد الكرة السعودي انغلاقا على أنفسهم وعلى تطورات الأحداث من خلف الكواليس، يسير الدكتور عبد الله البرقان، رئيس لجنة الاحتراف، عكس التيار ويرسم نهجا مختلفا قد يجبر الآخرين على اقتفاء أثره في المستقبل القريب. فبينما يقاتل البعض لإيقاف تسرب الأخبار إلى منصات الإعلام الجديد بكل ما يحويه من شرائح بعضها إعلامية والأخرى قادمة من المدرجات، يقدم البرقان أخبار لجنته وتطورات الملفات بداخلها على طبق من ذهب لكل متابعيه عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وهو ما وجد تأييدا كبيرا من الكثيرين، خصوصا بشأن الحدث الأبرز خلال الأيام الماضية، والمتعلق بإغلاق فترة تسجيل اللاعبين «الشتوية» والأندية التي لم تتمكن من إجراء تعاملاتها الأخيرة، والأخرى التي نجحت في الخروج من أزمة الديون والرواتب. وافتتح الدكتور البرقان حسابا آثر من خلاله نقل وقائع ومستجدات اللجنة التي يرأسها، وبعث برسالة عبر الصفحة مفادها أن «هذا الحساب خاص بلجنة الاحتراف، ونريد أن نتواصل مع الجمهور الكريم في مختلف مناطق السعودية؛ لتوضيح ما يدور داخل اللجنة وأخبار تسجيل اللاعبين». ويضيف: «وأي هدف آخر من البعض فنأمل أن يتقي الله فيما يكتب، والجميع محاسب أمام الله، فنحن في مجتمع رياضي يجب أن نكون قدوة للآخرين بسن السنة الحسنة لمن سيأتي بعدنا». ويشدد بقوله: «لا يمكن في يوم من الأيام أن أتحدث بشيء يغضب الله، فلا تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت»، مختتما حديثه برسالة موجهة للجماهير: «علينا تقوى الله في تعاملنا مع الآخرين، وهذا ما يحثنا عليه ديننا الحنيف». هذه الخطوة التي أقدم عليها الدكتور البرقان جسدت مفهوم الاحتراف الحقيقي، ومكنته في فترة وجيزة من تسلمه مهمة إدارة اللجنة، من تجسيد مفهوم الاحتراف من خلال الانفتاح والشفافية الإعلامية مع الجميع، يضاف إلى ذلك جانب آخر تمثل في تطبيق القانون بصرامة على الجميع دون استثناء. ويتذكر الرياضيون حادثة منعه أحد الأندية من تسجيل لاعبيه الأجانب بسبب عدم سداده الحقوق المالية للاعبين المحليين، وهذه بادرة بلا شك تحسب للجنة ومديرها، وتفرض مزيدا من العدل والإنصاف. لم يكن نجاح البرقان وليد اللحظة، وإنما وفق معطيات، حيث قدم للعمل في لجنة الاحتراف متسلحا بشهادة علمية متخصصة في هذا المجال «درجة الدكتوراه»، وفي الجانب التطبيقي والعملي يمتلك سجلا متميزا من خلال عمله لفترة طويلة كمدير للاحتراف بعدد من الأندية، ولعل أبرز ما يميز البرقان عن غيره من مديري الاحتراف إبان شغله هذا المنصب في الأندية التي عمل فيها، هو طريقته الفاعلة في صياغة العقود، وظهر ذلك جليا في فترة عمله بنادي الهلال، كما تشهد له إبداعاته في بنود «لائحة الانتقال»، ألغيت فيما بعد، يضاف إليها نجاحه في دعم نادي الهلال في كسب قضيته أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي ناقشتها المحكمة الرياضية في لوزان السويسرية والمتعلقة بقضية المحترف الليبي طارق التائب، لاعب الفريق السابق، ليكسب القضية في حادثة تعد نادرة الحدوث. نجاح الدكتور البرقان في تحويل لجنة الاحتراف إلى كتاب مفتوح أمام الجميع في الوسط الرياضي، لم يكن الأول ولن يكون الأخير، حيث تشير الأجواء المحيطة بعمل اللجنة إلى أنه سيتبع ذلك الكثير من الخطوات التي تهدف لتطوير اللجنة بصورة تضيف مزيدا من النجاحات، ويأتي في مقدمة هذه الخطوات ما أوضحه الدكتور البرقان في لقاء تلفزيوني من أن لجنة الاحتراف ابتداء من الموسم القادم ستعتمد الكشوف البنكية لكل ناد كوثيقة لتسليم الحقوق المالية للاعبين من مرتبات وغيرها، وستلغي آلية المسيرات الخاصة التي تسلمها الأندية للجنة في النظام الحالي حاليا كإثبات بتسلم اللاعبين رواتبهم، هذه الخطوة بلا شك ستمنح اللاعبين مزيدا من الارتياح بعد معاناة من مستندات (شيكات) بنكية بلا رصيد.