×
محافظة المنطقة الشرقية

أبا الخيل يطالب بردع «المتطفلين والمأجورين والمندسين» ويحذر من «دعاة الفتن»

صورة الخبر

منذ بضعة أيام اكتشفت في بريدي الإلكتروني رسالة من إحدى موظفات الجوازات بالمطارات، الرسالة بتاريخ 26 فبراير الماضي، وفيها تعاتبني كوني قسوت في مقالي الذي حمل عنوان "داخل غرف تفتيش النساء بالمطارات!" المنشور هنا في تاريخ 8 يناير الماضي، وأنه بسببه تم توزيع تعميم يشدد على الموظفات، فيما ذكرته من ملاحظات تحصل منهن من تهاون وتراخٍ أثناء أداء مهام عملهن، الغاية في الأهمية، فهنّ الوجه الحضاري وهيبة الوطن الذي يستقبل ضيوفه من الخارج، وباختصار، موظفو الجوازات العنوان الأول الذي يصادفه الزائرون لنا، والباب كما يقال "يبان من عنوانه"، ولهذا أكد عليهن التعميم ضرورة الانضباط والالتزام الوظيفي أثناء أداء العمل ومنع تناول الطعام والنوم وغيرها من ملاحظات، وبصدق لقد سرني جدا هذا التجاوب السريع من قبل المسؤولين في الجوازات، والتفاعل مع ما تم نشره في هذه الزاوية فيما يحصل داخل غرف تفتيش النساء، فالنقد في نهاية الأمر لا يهدف إلا للبناء والتطوير الذي نسعى إليه جميعا، والكتّاب بما يكتبونه ضمير الوطن، ولهذا أقول للمرسلة الكريمة عتابك "على العين والراس" ولكن كاتبة هذه الزاوية آخر من تعرف طريق المجاملة خاصة لبنات جنسها، فالصراحة والمصداقية وصوت المواطن هي مضمون "كلاكيتيات" الوطن، ولهذا يأخذ المسؤولون وفي أعلى المستويات هذه الزاوية على محمل الجد والجدية، وهو أمر أشكرهم عليه وأقدره لهم، وإن قسوت في مقالاتي فهي قسوة لخدمة الصالح العام وإنسان هذا الوطن العظيم. وبصدق الأخت المرسلة كما فهمت من رسالتها هي إحدى موظفات الجوازات ولا أعرف في أي مطار تعمل، لكنها أخبرتني عبر رسالتها أن ما يحصل منهن من سلبيات هنّ مجبرات عليه، إذ يعملن في ظروف عمل صعبة، فليس لديهن في المطار غرفة استراحة تخصهن، يضعن فيها أغراضهن، ويتناولن بها وجبات الأكل حين تحين أثناء فترة الدوام، ولهذا هنّ مضطرات على تناول وجباتهن أمام المسافرات داخل تلك الغرف! وأنه ليس لديهن حتى دورة مياه تخصهن، مما يضطرهن لاستخدام دورات المياه العامة في المطار الخاصة بالمسافرات والتي في الغالب تكون مع الأسف بمستوى نظافة رديئة! ودون شك إن أرادت جهة ما تحسين أداء عمل موظفيها وموظفاتها وتلزمهم بضوابط عمل لابد من تحسين ظروف العمل المساعدة لأداء هذه الضوابط، وتوفير بيئة صالحة تعين الموظفين والموظفات على أداء عملهم بأكمل وجه، وإن صدق ما أخبرتني به هذه المرسلة، فإني أتمنى من مسؤولي الجوازات في المطارات الموقرين وهم قادرون ـ إن شاء الله ـ أن يعملوا على تحسين بيئة العمل لهؤلاء الموظفات حتى يؤدين عملهن بالشكل الذي يليق بواجبهن الذي تم تكليفهن به، فهؤلاء هن واجهة البلد وعنوانه الحضاري وكلي ثقة أن ملاحظات هذه الأخت الكريمة ستؤخذ على محمل الجدية لدى المسؤولين إن شاء الله. كلاكيت تقول الروائية الفرنسية كوليت "نحن لا نحسن إلا عمل الأشياء التي نحبها".