×
محافظة مكة المكرمة

السريحي يوقع «الرويس».. الأسبوع المقبل

صورة الخبر

عاشت بلدة عرسال البقاعية أجواء الحزن والحداد جراء المجزرة التي ذهب ضحيتها 5 أطفال أشقاء من بين 7 قتلى سقطوا بالقصف الذي تعرضت له أول من أمس، بعدما شيّع الأهالي الضحايا عصر أول من أمس ولم ينتظروا رأفة بذويهم الذين يتابعون مصير طفلتهم السادسة الباقية على قيد الحياة وهي قيد العلاج في المستشفى جراء إصابتها بالقصف. ومع استراحة عطلة نهاية الأسبوع لجلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تُستأنف غداً في لاهاي توالت ردود الفعل السياسية على الوقائع التي عرضها الادعاء العام عن الأدلة التي جمعها ضد المتهمين الخمسة بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فيما عاد الى الصدارة الاهتمام الداخلي بتسريع عملية تأليف الحكومة الجامعة برئاسة الرئيس المكلف تمام سلام، وأكد غير مرجع لـ «الحياة» أن التصريح الذي أدلى به زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مساء أول من أمس، وأكد فيه المشاركة مع «حزب الله» كحزب سياسي في الحكومة، فاصلاً بين هذا الأمر وبين توجيه الاتهام لعناصر فيه من قبل المحكمة الدولية في التورط باغتيال والده، أعطى دفعاً قوياً لتسريع عملية التأليف وأن الاتصالات نشطت ليل الجمعة. وفيما قالت مصادر قيادية في تيار «المستقبل» لـ «الحياة» إن الحريري أراد إبداء كل إيجابية ونوايا طيبة بتصريحه الى «رويترز» في لاهاي عقب رفع جلسات اليوم الثاني من المحاكمات، وشاء أن يرمي الكرة في ملعب الفريق الآخر ويحمله مسؤولية تسهيل عملية تأليف الحكومة، ذكر مرجع معني بالتأليف أن فريق 8 آذار تبلّغ ليل أول من أمس بأن الرئيس سلام حصل على الموافقة النهائية للحريري على حكومة جامعة على أساس 8+8+8، خصوصاً أن «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري كانا طلبا مهلة بعد الحصول على هذه الموافقة من جانب الحريري وتيار «المستقبل»، من أجل التداول مع زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون والحصول على موافقته على الصيغة. وأوضح المرجع أن «حزب الله» والرئيس بري كانا أبلغا رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط عند إطلاق وساطته لتأليف حكومة جامعة أنهما فور تبلغهما موافقة «المستقبل» سيتحركان في اتجاه حلفائهما، لا سيما عون، للتداول معه في هذه الصيغة. في هذا الوقت، قال السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل لـ «الحياة»: «إن مجموعة الدعم الدولية للبنان وأعضاء مجلس الأمن والولايات المتحدة الأميركية كلها أطراف شجعت على تشكيل حكومة لكن يتوجب على السلطات اللبنانية والرئيس المكلف الإقدام على التشكيل وليس هذا من مهماتنا بأي طريقة على الإطلاق، ولا مكانة لدينا تخولنا إبداء الرأي في الصيغ الخاضعة للمناقشة». وجاء كلام هيل في حديث أجرته «الحياة» معه الخميس الماضي قبل يوم من سفره الى باريس حيث التقى أمس مسؤولين فرنسيين وتناول طعام الغداء الى مائدة الرئيس الحريري في العاصمة الفرنسية. وقال هيل: «في حال شكلت حكومة ستكون لدينا رغبة في تحديد أطر لعلاقتنا على أمل أن تكون إيجابية أكثر مما هي عليه اليوم». ورد على سؤال عما إذا كانت إيران خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف شجعت «حزب الله» على تسهيل تأليف الحكومة كإشارة إيجابية لواشنطن، قال هيل: «فعلاً لا أعرف... وتشكيل الحكومة أو أي عملية انتخابية يجب أن تتم من دون تدخل أجنبي». وأكد هيل أن «لا سبيل لأي تسوية على الإطلاق بشأن المحكمة الخاصة بلبنان»، مؤكداً دعم بلاده لها «ونشعر بكثير من الامتنان بأن يكون هذا الدعم أعطى ثماره». وإذ قال هيل إن «لبنان ليس محتلاً اليوم من قوى أجنبية وهي فرصة ليختار اللبنانيون رئيسهم بإجراءات لبنانية على أن يقوموا بخيارات واضحة، وهو ما ندعمه بقوة»، أشار في معرض رده على أسئلة حول تأثير حوار واشنطن مع طهران، الى أن «العقوبات على الأخيرة تتعلق بعدد من العوامل بينها البرنامج النووي لكن هناك مجموعة من العقوبات تعود الى رعاية إيران للإرهاب بما يشمل ما تفعله في لبنان». وكرر هيل مرات عدة دعم بلاده للجيش اللبناني لضمان الاستقرار في لبنان وشدد على دعم الاتفاق السعودي – الفرنسي على تسليح الجيش، معتبراً أن دعم إيران لـ «حزب الله» يساهم في تعزيز عدم الاستقرار والانقسامات في لبنان. ورأى في سياق تشديده، على دعم المجتمع الدولي «إعلان بعبدا» والنأي بالنفس عن الصراع السوري، أنه «لسوء الحظ هناك حزب واحد يحاول جر البلاد الى هذا الصراع وهو حزب الله، فهو وضع مصالحه ومصالح راعيه الخارجي فوق مصالح اللبنانيين من خلال تورطه الميداني في سورية». وميّز هيل بين «الاستقرار الحقيقي وبين الاستقرار المزيف الذي يقوم على احتكار طرف للسلاح...». وكانت مصادر في تيار «المستقبل» شرحت لـ «الحياة» تصريحات الحريري حول الاشتراك مع «حزب الله» في الحكومة بالقول إنه «أراد مع انطلاق المحكمة الفصل بين المسار السياسي الداخلي مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي وبين مسار المحكمة الدولية، لأنه يعتبر أن لا رابط بينهما ولأنه لا يستقوي بالمحكمة على الوضع الداخلي. وأوضحت المصادر أن الحريري يعتقد أن الاتهام الذي وُجّه لعناصر من الحزب بالتورط في الجريمة متروك للمحكمة أن تحسمه وهو لا يتوقف عن تأكيد مواقفه الإيجابية وانفتاحه حيال تشكيل الحكومة الجديدة ويبدي إيجابية ونوايا طيبة لأنه يرغب في رمي الكرة في ملعب الفريق الآخر ويحمله المسؤولية لأنه يخشى من أن يكون الهدف من عدم تأليف الحكومة إدخال البلد في فراغ يقود الى تعذر إجراء الانتخابات الرئاسية». واعتبرت مصادر «المستقبل» أنه إذا «كان البعض في الفريق الآخر لا يريد انتخابات الرئاسة ويهدف الى الفراغ فإن الحريري يصر على ألا نكون شريكاً في ذلك وعلى عدم استدراجه الى اللعبة نفسها. فهناك شعور عام بأن هذا البعض في الفريق الآخر يسعى الى الفراغ من خلال نشوء وضع يستحيل معه تشكيل حكومة. وإذا كان هذا هدفه فليتحمل المسؤولية أمام اللبنانيين والمجتمع الدولي. أما بالنسبة إلينا فنعتقد أننا إذا ساهمنا في عدم وجود حكومة نساعده على تحقيق هدفه بالإطباق على البلد وهو مرتاح الى هذه النتيجة. لكننا لن نسهل حصول ذلك فمصلحة البلد تقضي بتشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها». وعادت المصادر للتأكيد أن الحريري مقتنع بأن «العدالة الدولية أخذت طريقها بشكل منفصل»، مكررة قوله بأنه يطلب العدالة لا الثأر «والتسليم بما يصدر عن المحكمة». وشملت ردود الفعل على كلام الحريري، إضافة الى اعتبار بري وجنبلاط أنه إيجابي ويسهل تأليف الحكومة، إعلان مسؤول الاتصالات السياسية في «التيار الوطني الحر» وزير الطاقة جبران باسيل أمس، أن كلام الحريري «يبنى عليه لأجل قيام تفاهمات». وقالت مصادر مقربة من الرئيس سلام إن تقدماً كبيراً حصل أول من أمس على طريق تأليف حكومة جامعة، وإن كلام الرئيس الحريري لم يأت عبثاً بل لأنه يدرك أن وضع البلد حرج جداً ويحتاج لهذه الحكومة. وأوضحت المصادر لـ «الحياة» أن «إلحاح التأليف يفرض على الفرقاء إبداء الإيجابية، والأطراف التي لا تريد المشاركة في الحكومة فلتتحمل مسؤولية عدم اشتراكها، ويفترض أن تتبلور الأمور سريعاً». ومن جهتها، قالت مصادر في قوى 14 آذار إن المشاورات بين قادتها تكثفت خلال الساعات الماضية وسط تباين في وجهات النظر بين «القوات اللبنانية» وبعض المستقلين من جهة وبين «المستقبل» من جهة أخرى حول الاشتراك في الحكومة.