×
محافظة المنطقة الشرقية

«برنت» يهبط متجهاً صوب 106 دولارات للبرميل

صورة الخبر

--> --> أبدى رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة مع حزب الله باعتباره حزبا سياسيا، بعد أكثر من تسعة أشهر من استقالة حكومة نجيب ميقاتي، مبدياً تفاؤله بتشكيل الحكومة وفيما لزم حزب الله الصمت تجاه مبادرة الحريري التي لاقت ترحيبا لبنانيا واسعا, فيما اعربت واشنطن عن املها بحكومة لبنانية تمنع استيراد النزاع من سوريا. وأشار في تصريح من لاهاي، حيث عقدت جلسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إلى أنه لم يقدم تنازلات بخصوص المشاركة في حكومة ائتلافية مع حزب الله وحلفائه "فمبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. ونحن نعرف بأنهم افتراضياً هم الذين ارتكبوا هذه الجرائم". وأضاف الحريري: "في نهاية المطاف هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع العونيين وآخرين. ونحن نحاول أن نحكم البلد مع الجميع لأننا لا نريد أن نبقي أي أحد خارجاً، لأن لبنان يمر بفترة صعبة، خاصة بعد أن فشل المجتمع الدولي فشلاً ذريعاً في قضية سوريا". ورداً على سؤال حول ما إذا كان متفائلا بخصوص تشكيل الحكومة قال الحريري "أنا متفائل جدا.. لا أعرف (متى) ولكن أنا متفائل". وحول ما إذا كانت هناك خطوط حمراء قال "الخطوط الحمراء تمليها احتياجات البلاد ونحن نريد أن تستقر البلاد". يأتي هذا بالتزامن مع مفاوضات تجري بين الفرقاء السياسيين في لبنان لتشكيل حكومة جديدة مؤلفة من 24 وزيرا توزع الحقائب فيها على أساس 8 مقاعد لحزب الله وحلفائه و8 مقاعد للحريري وحلفائه و8 مقاعد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف تمام سلام. وفيما يتعلق بموعد عودته إلى لبنان، قال الحريري "في نهاية المطاف سوف أعود. هناك مشكلة أمنية وخاصة كما تعلمون بعد اغتيال شطح والحسن قبل ذلك. على أمل أن أعود يوما عندما أرى ذلك مناسبا". وأضاف: "لا أريد أن أعود وينتهي بي المطاف كالآخرين قبلي. أريد ان أعود وأمارس دوري كما يجب". وبحسب أوساط سياسية بارزة, فان سعد الحريري بدا أقرب من أي وقت مضى من صورة والده السياسية، وقالت إن هناك مسؤولية وطنية بحماية هذه الوجهة الإيجابية من كل أطياف لبنان، لأن البديل هو التفريط بالاستقرار. ولقي موقف الحريري صدى إيجابيا لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال لـ"السفير" اللبنانية: هذا موقف كبير جدا، فبرغم المناسبة القاسية والمريرة، غلـّب (الحريري) حسه الوطني على كل شيء. وفيما التزم حزب الله الصمت إزاء إعلان الحريري، قالت أوساط سياسية بارزة إن الحزب لم يتفاجأ بالموقف، وأشارت الى أن المطلوب من الجميع تقديم تنازلات في هذه اللحظة التاريخية المفصلية. بدوره، أشاد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط بموقف الحريري، وقال لـ"السفير": هذا مؤشر إيجابي، من شأنه ان يفتح آفاقا واسعة لتشكيل الحكومة، وتمنى أن يتفاعل الجميع معه من أجل إخراج الحكومة الجامعة من التداول النظري الى التطبيق الفعلي والترتيب العملاني. وقال الوزير وائل ابو فاعور ان جنبلاط يتابع اتصالاته المكثفة مع رئيسي الجمهورية والمجلس والرئيس المكلف والرئيس السنيورة، إضافة الى قيادة حزب الله في محاولة للخروج بصيغة نهائية للتوافق على تشكيل الحكومة، وكبّر للحريري موقفه وقال ان من شأنه تسريع الأمور، مشيرا الى أن التفاصيل المتعلقة بالحصص الوزارية وتوزيع الحقائب، متروكة بصورة أساسية لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وقالت مصادر إن معظم القضايا النظرية تم التفاهم عليها على الشكل الآتي: أولا، حسمت الصيغة الثلاثية (8ـ8ـ8)، ومعها مبدأ مشاركة جميع القوى في الحكومة السياسية الجامعة. ثانيا، لا ثلث معطلا أو ضامنا لأي فريق من الفريقين. ثالثا، إقرار مبدأ المداورة، على أن تكون سياسية وطائفية ومذهبية شاملة وعادلة ودائمة (أن تتحول الى عرف في كل الحكومات المقبلة).. وصولا الى إلغاء حصرية الحقائب السيادية عند طوائف أو مذاهب معينة. رابعا، من حق الكتل السياسية والنيابية أن تسمي وزراءها في الحكومة، على أن يعطى كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حق الفيتو على أي اسم لا يرونه مناسباً، فتبادر الكتل الى تسمية البديل. خامسا، لا يجوز مصادرة حق مجلس الوزراء واللجنة الوزارية في موضوع البيان الوزاري. غير أن مصدراً نيابياً بارزاً في كتلة المستقبل أوضح لـ"السفير" ان النقاط الأربع الأولى قد حسمت، لكن الخامسة ما زالت عالقة، وهي تحتاج الى قرار سياسي موحد من جانب فريق 14 آذار الذي يعقد اجتماعات سياسية مفتوحة، لاتخاذ موقف موحد من المشاركة، وقال ان جملة واحدة تنهي الموضوع حتى لو أعطيت من تحت الطاولة ومن دون إعلام، أي تثبيت إعلان بعبدا وحق لبنان بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي بمعزل عن الثلاثية التقليدية. وأوضح المصدر أن التشاور مفتوح بين الحريري وحليفيه سمير جعجع وأمين الجميل، كما أن الرئيس فؤاد السنيورة يتابع الاتصالات. وقال النائب بطرس حرب لـ"السفير" إن موضوع المشاركة مع حزب الله في الحكومة بات محسوماً, لكن البحث مستمر حول صيغة بديلة لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وتتضمن تأكيد الالتزام بإعلان بعبدا، فإذا وافق حزب الله عليها تتشكل الحكومة في غضون 24 ساعة. من جهتها، قالت مصادر مقربة جدا من النائب ميشال عون ان الكلام الصادر عن النائب سعد الحريري إيجابي، ونأمل أن يكون عنصراً مساعداً في تشكيل الحكومة. وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بيساكي إن السفير الأمريكي ديفيد هيل سافر، إلى باريس لبحث مواضيع تتعلق بلبنان مع الرئيس الحريري ومسؤولين فرنسيين. وأضافت أن الشعب اللبناني يستحق حكومة تعبر عن أمانيه وتشيع الاستقرار والسيادة والاستقلال في لبنان والوفاء بالتزاماته الدولية. وأعلنت أن عملية تشكيل الحكومة اللبنانية يجب أن تكون لبنانية وتمنع استيراد النزاع من سوريا. يذكر أنه قبل ثلاث سنوات حين بلغ التوتر ذروته بشأن قرب صدور لوائح الاتهام من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أطاح حزب الله بحكومة وحدة وطنية كان يرأسها سعد الحريري، بعد أن رفض قطع علاقات لبنان مع المحكمة التي تتحمل بيروت 49 بالمائة من تمويلها. وبعد وقت قصير على إسقاط حكومته واندلاع الانتفاضة في سوريا في أوائل عام 2011، غادر الحريري لبنان خوفاً على سلامته، وظل متنقلا ما بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، لكنه حضر افتتاح جلسات المحكمة في لايدشندام خارج لاهاي، حيث تأمل الأسرة أن تتوصل للحقيقة على الأقل إن لم يكن العدالة.