•• بالإعلان، هذا اليوم، عن النتائج النهائية للاستفتاء على «الدستور المصري» ودخول البلاد مرحلة جديدة من العمل على تنفيذ خارطة المستقبل.. يتوجب الوقوف على الأسباب الحقيقية لضعف المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني لبلد يتعرض لأوضاع أقل ما يمكن أن توصف به أنها «حرجة»، وتتطلب التفاف الجميع حوله ودعم مسيرته في الاتجاه الصحيح.. •• صحيح أن المؤشرات تقول إن نسبة التصويت بـ«نعم» على هذا الدستور عالية جدا وتتجاوز (90%)، لكن الأكثر صحة هو أن ضعف نسبة المشاركة ــ كما يتردد ــ في حدود (45%) يفرض الحاجة إلى تدارس عميق.. وأمين.. وجاد لما تعنيه.. بالرغم من أن حالة عدم الاستقرار وحجم التهديدات لأرواح الناس من العوامل التي لا يمكن الاستهانة بها أو التقليل من شأنها.. لكن هذا العامل وحده لا يجب أن يدفع المصريين إلى الاكتفاء به.. بل يفرض عليهم أن يتوقفوا طويلا عند بعض الإجراءات أو القرارات التي اتخذت أو صدرت وساهمت في الحد من المشاركة، وبالذات تلك التي طالت فئات عمرية.. أو تكتلات.. أو أحزابا أو قوى سياسية أو مدنية أخرى لا علاقة لها بالإخوان.. •• ولست أنا الذي ينتقد تلك الإجراءات أو القرارات.. وإنما على الأشقاء المصريين أنفسهم أن يناقشوا بموضوعية كل ما له علاقة بهذه المسائل أو انعكاس مباشر على نتائج الانتخابات، وتقصي الأسباب الكامنة وراء تضاؤل مشاركة الشباب بصورة أكثر تحديدا.. لأنه في مثل هذه الدراسة المتعمقة فائدة قصوى من شأنها أن تعالج ما قد يكون سببا في هذا الانكماش؛ لأنه ليس في مصلحة مصر.. ولا في مصلحة المرحلة القادمة، وهي مرحلة واعدة بكل ما يحمل الخير لمصر ــ بإذنه تعالى، أن يستمر هذا النوع من الجفاء وسوء الفهم بين بعض الفئات وبين الدولة، في وقت يتوجب فيه العمل ــ من وجهة نظري ــ على احتواء الجميع وتهيئة النفوس لمرحلة التفاف شاملة تحول دون تقسيم الشعب المصري إلى طوائف وجماعات وتكتلات وفئات.. وتصبح لغة «مع» و«ضد» هي الصفة السائدة في مجتمع يسعى إلى «التعافي» من كل هذه التشوهات وتلك «الأمراض» بروح المسؤولية الوطنية التي تكره التصنيفات وتقاومها. ضمير مستتر: •• الأوطان التي تحكمها سياسات تصفية الحسابات.. تتعثر. Hhashim@okaz.com.sa للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة