انطلقت يوم أمس أولى جلسات المحكمة الدولية في لاهاي بهولندا؛ لمحاكمة المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، بعد مرور تسع سنوات على حادثة الاغتيال وخمس سنوات على تأسيس المحكمة، وبعد أن تم حصر الجناة في خمسة أشخاص ينتمون لحزب الله، والذي رفض تسليمهم للمحكمة وكال لها النعوت ووصفها بخادمة إسرائيل وأمريكا وغيرها من الصفات التي تنتقص من عدالة المحكمة، مع أنه نفس الحزب الذي أشاد بعدالتها عندما أطلقت الضباط الأربعة المنتمين لحزب الله في فترة سابقة. يثبت حزب الله دائما أنه ورم سرطاني ينهش الجسد اللبناني، فحادثة اغتيال الحريري وفق كل معطياتها لا يمكن أن تكون حادثة فردية أو نظمتها ونفذتها مجموعة صغيرة. من الواضح تماما أن هناك عملا سياسيا وراء الاغتيال، وعملا استخباراتيا كبيرا، وعملا عسكريا منظما تدرب عليه حزب الله جيدا ودرب عناصره على تنفيذ مثل هذه الأعمال القذرة. لم يعد السكوت على تجاوزات حزب الله، والتي تعدت حدود لبنان، وبات الذراع الإيرانية العابثة في المنطقة العربية، ولا بد من وضع حد لهذه التجاوزات ولا بد من تحجيم دور الحزب، ودمج سلاحه وجنوده في الجيش اللبناني، ولا بد من موقف عربي حاسم يحد من التمدد الإيراني في بعض دول المنطقة واستخدام أحزاب أو مجموعات لديها الاستعداد لبيع انتماءاتها وولاءاتها والعمل ضد أوطانها.