أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن العلاقات بين موسكو وطهران تقترب من «مستوى جديد»، مشدداً على وجوب ألا يبقى اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، «حبراً على ورق». وحذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من «تدخل دول في العلاقات» مع روسيا. وقال بوتين خلال لقائه ظريف: «اتفاق جنيف يجب ألا يبقى حبراً على ورق، ويجب التحرّك لتنفيذ بنوده». واعتبر أن التقدّم الذي تحقّق في الملف النووي الإيراني حدث «بدرجة كبيرة نتيجة جهود الإدارة الإيرانية وموقفها». وخاطب ظريف قائلاً: «يسرني أن أقول إنه، بفضل جهودكم وجهود جميع المشاركين في الاتصالات الدولية، أصبح ممكناً إحراز تقدّم في تسوية إحدى القضايا المعاصرة الأكثر حدة، وهي الملف النووي الإيراني». أما ظريف فأعلن أن طهران «تصرّ على مواصلة التعاون والتنسيق مع روسيا، في ما يتعلق بالملف النووي»، معتبراً أن النجاح الذي تحقّق في جنيف تم «بفضل الجهود الفاعلة لروسيا». وأكد استعداد بلاده لتنفيذ «كل الاتفاقات المبرمة» مع موسكو. وأعرب عن أمله بأن يزور بوتين إيران، لافتاً إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني سلّم نظيره الروسي دعوة رسمية، خلال لقائهما في بشكيك أخيراً. وكان بوتين اعتبر أن العلاقات بين موسكو وطهران تقترب من «مستوى جديد»، وزاد خلال احتفال تسلّم أوراق اعتماد سفراء جدد، مخاطباً السفير الإيراني الجديد مهدي سنايي: «نُجري حواراً حسناً مع روحاني والحكومة الإيرانية، لحلّ مسائل التعاون المشترك وأيضاً حول البرنامج النووي الإيراني. وطاقات العلاقات الروسية - الإيرانية متبادلة المنفعة ضخمة جداً، ولم يُستفد منها في شكل كامل بعد». وكان ظريف شدد على أن الاتفاقات المهمة جداً التي أبرمتها موسكو وطهران «تخدم شعبَي البلدين ولا تتعارض مع مصالح أي بلد آخر»، محذراً من «تدخل دول في هذه العلاقات». وأشار خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إلى أن الجانبين ناقشا «تعاونهما في تشييد محطة كهرذرية ومفاعلات نووية» في إيران. لكنه نفى مناقشة التعاون في النفط والغاز، علماً أن صحيفة «كوميرسانت» الروسية كانت أوردت أن موسكو وطهران تبحثان في «إبرام صفقة تشتري روسيا بموجبها كميات ضخمة من نفط إيران، وتصبح أهم مشترٍ له». وأضاف ظريف: «مهم بالنسبة إلينا التوصل إلى إطار نهائي لتسوية الملف النووي، بدعم وتعاون من روسيا وفي إطار الدول الست. سنتعاون مع الأصدقاء الروس في شكل مكثف في هذا المجال، ونعتقد بأن التوصل إلى تسوية شاملة ممكن جداً، على رغم عمق انعدام الثقة بين إيران وأعضاء غربيين في الدول الست». أما لافروف فأعلن أن روسيا «تبذل قصارى جهدها لدعم تسوية الملف النووي»، داعياً «جميع الأطراف» إلى «الامتناع عن تصريحات وخطوات تخرج عن أطر اتفاق جنيف، وقد تُضرّ بالتسوية». في بروكسيل، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر أوروبية قولها إن الاتحاد الأوروبي سيرفع في 20 الشهر الجاري عقوبات اقتصادية مفروضة على إيران، حالما يتأكد من بدء تطبيق اتفاق جنيف في اليوم ذاته. واعتبرت أن «من مصلحة الجميع أن يبدأ تنفيذ الاتفاق الاثنين، خصوصاً أن الأمر يتعلق بمرحلة أولى» في اتجاه اتفاق شامل. وأشارت إلى أن لدى الاتحاد تقديرات «متحفظة نسبياً» للمكاسب الاقتصادية التي ستجنيها طهران. إلى ذلك، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن مجلس محافظيها سيعقد في 24 الشهر الجاري «اجتماعاً استثنائياً» في فيينا مخصصاً لدرس «طلب» إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) من الوكالة الإشراف على تنفيذ اتفاق جنيف. من جهة أخرى، التقى روحاني أهالي مدينة خرمشهر، في إطار زيارته محافظة خوزستان جنوب غربي إيران.