×
محافظة المدينة المنورة

اعتماد المراكز الصحية المناوبة خلال العيد في المدينة المنورة

صورة الخبر

أحسنت صحيفتا عكاظ والشرق الأوسط صنعا عندما أفردتا تحقيقا بحثيا أولتاه عناية فائقة ونجحتا في تغطيته من كافة الجوانب.. من خلال لقاءات مع فئات علمية وتخصصية ذات ارتباط مباشر بمياه زمزم.. وهو جهد مبارك. التخـرصات والافتئات على زمـزم: ليس غريبا ولا بعيدا تلك الافتراءات التي يشنها أعداء الدين بين فترة وأخرى من أجل ضرب مياه زمزم وتخويف الناس من التعاطي معها شربا.. وكانت كل تلك المحاولات وبفضل الله تبوء بالفشل الذريع.. لأن الحقيقة الساطعة هي أكبر من أصحاب التشوهات الخلقية والأخلاقية والعقلية.. أذكر أنه قبل سنوات كنا في مجلس الأمير سعود بن عبد المحسن عندما كان وكيلا لإمارة مكة وكان الموضوع المطروح على بساط الجلسة زمـزم وما يثار حولها من أقوال.. وأذكر أنني قلت حينها عن زمـم إنها عبقريـة الماء والزمان والمكان.. فهذا العمر المديد من لدن آدم عليه السلام والتي انبثق ماؤها تحت قدم نبي الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام عندما تركه أبونا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.. وكر راجعا ولما سألته أمنا هاجر عليها السلام: لمن تتركنا، قال ما معناه: لله... وقصة هاجر مع الماء والعطش معروفة وهي انبثاق بل انفجار لنبع الماء ولولا دعاء هاجر «زم ... زم» لكان زمزم نهرا يـروي جزيـرة العرب. فكان تعليق أحد الطحالب من أولئك الطفيليات التي دائما ما تنمو وسط الحديقة الغناء تتسلق في هجمة شرسة.. تلحق الأذى بالنبات اليانع.. هذا و أضرابه من الذين انغمروا في مستنقع الحداثة الغربية.. وليس العيب في الحداثة ولكن العيب في أمثال هؤلاء الذين يعتقدون.. كما يقول المثل الشعبي (إن كل افرنجي برنجي).. قال معلقا في تهكم الجهلة بل معدتهم هي العبقرية حقا.. بالطبع يقصد أن ماء زمزم غير صالح للشرب وأنه يمثل خطرا لصحة الإنسان، مسكين هذا وأمثاله الذين طلعوا علينا بفرية جديدة فرية الزنك وهي أدهى وأمر.. ولكن تحقيق الشرق الأوسط وكثير مما كتب وكثير من الأبحاث العلمية كلها مجمعة على نقاوة ونظافة هذا الماء ويكفي شرفا ونزاهة وبراءة لهذه البئر العظيمة ومائها الذي قال عنه سيد البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم شفاء.. وفي مقال آخر زمزم لما شرب له.. وعبر قافلة التاريخ مر بزمزم عظام من الخلفاء والملوك والأمراء كلهم كانوا يجلون ويعظمون هذه المعجزة الالهية والعطاء الرباني لهذه الديار المقدسة ولبيت الله الحرام ورواده من المعتمرين والحجاج والزائرين.. والواقع وإقبال الآلاف بل الملايين وتهافتهم على شرب ماء زمزم وشفاء الكثير ممن كانوا وقعوا فريسة للسرطان وللأمراض المزمنة.. فكانوا يتأسون برسول الله صلى الله عليه وسلم ويمعنون في تطبيق ما جاء به وما قاله عن زمزم وهذه الطاقة الروحية الإيمانية هي التي تجعل إدراك الشفاء من خلال تجرع ماء زمزم غالبا ما تحقق أعلى مراتب الشفاء.. وكثيرة هي القصص التي تروى عن الأفاعيل التي جاءت إيجابية ومثمرة من خلال هذا الماء العظيم. الباعة وخاصة المتجولين أحسب أن هذه الفئة ولا أريد أن أطلق التعميم على إطلاقه بل أنا على يقين من أن فئة من هؤلاء وكما يروي الكثيرون إنما يعمدون من أجل إشباع نهمهم وأطماعهم المادية إلى البعد عن الأمانة واتخاذ أساليب تضر بطبيعة الماء.. وهذه خيانة تاريخية للأمانة والشرف العظيم الذي حبا الله مكة أم القرى به وجدير بالحكومة السعودية ومن يقفون على شؤون الحرم وإدارة هذا البئر بأن ينالون الشكر والتقدير وعميق الثناء إذ إنهم يواكبون النمو السريع لأعداد الوافدين إلى مكة مستعينين بأحدث أساليب التقنية العلمية من أجل توفير أقصى درجات النظافة والنقاوة.. بما يوافق أقصى معدلات صلاحية المياه للشرب... لك الحمد ربي ولك الشكر ولك الثناء على هذا العطاء.. وحسبي الله ونعم الوكيل.