--> قامت قوات الأمن السعودية الباسلة يوم أمس الأول بمداهمة منزل مشبوه، واثمرت العملية عن عدة نجاحات في مهمة واحدة، ومنها القبض على المطلوب أمنياً عباس المزرع، وأيضاً الوصول إلى ثمانية من المتهمين بترويج المخدرات، وكانوا جميعهم يختبئون في وكر واحد. وعلى الرغم من أقوال كثيرة تقول ان حلفاً قوياً يتشكل بين منظمات الإرهاب وكارتلات المخدرات في أماكن كثيرة في العالم، بالنظر إلى أنهما دائماً يعيشان تحت الأرض ويتآلفان مع ثقافة الظلام، فإنه لم يسطر أي برهان على هذه العلاقة بمثل ما جرى يوم أمس، حينما قبض رجال الأمن على متهم بإثارة الاضطرابات والشغب والإرهاب، يساكن مروجي المخدرات ومهربيها، وربما يتعاطيان الخدمات ويتبادلان المهمات. وتطرح عملية المداهمة يوم أمس الأول عدة اعتبارات.. أولها أن قواتنا الأمنية متيقظة وتملك إرادة صلبة وقوية ومتابعة مستمرة وحثيثة للإطاحة بكل المتهمين المشبوهين بالإساءة إلى الوطن ومحاولة زرع الفتن والاضطرابات والكره والبغضاء في المجتمع الواحد. وثاني هذه الاعتبارات هي ان المتهمين بالإرهاب وبضائع المخدرات والمروجين يشكلون حلفاً واحداً. وتتهم بلدان كثيرة منظمات إرهابية مثل القاعدة وحزب الله اللبناني بالمتاجرة في المخدرات وترويجها لتمويل نشاطات إرهابية أو استخدام المخدرات أسلحة لتدمير المجتمع بترويجها في أوساط مراهقيه وشبابه وقواه الحية ايضاً. وثالثاً أن الإرهاب وترويج المخدرات مهمتان لا هوية لهما ولا وطن ولا دين ويمكن أن يتآلفا ويتصالحا ويتبادلا الخدمات. وحينما يجتمعان، يشكلان، عادة، حلفاً نفعياً يملك قوة التأثير والعمل حتى وإن كان إلى حين، لهذا نجد أن الإرهاب والتعسف الفردي والتشكيلات العصابية تنتشر في المناطق التي اما أن تزرع فيها المخدرات أو تروج فيها المخدرات على نطاق واسع، بلا حسيب او رقيب تقريباً. وتنتشر ظاهرة ترويج المخدرات أو زراعة المخدرات في المناطق المضطربة التي تخضع لسلطة منظمات إرهابية أو تنتهج الأسلوب الفظ والإرهابي في تعاملاتها اليومية. وهذه السلوكية المنحرفة لكل من الإرهاب والمخدرات هي التي تجعلهما يلتقيان في أماكن كثيرة في العالم، سواء في أمريكا الجنوبية أو أفغانستان أو في منزل صغير في بلدة صغيرة في الجزيرة العربية. ورابع الاعتبارات أن أمن بلانا في أيد أمينة وأعين مستيقظة وعلى الذين يخادعون أنفسهم ويستخفون بقدرة المملكة على الرد، أن يعودوا إلى وعيهم ويقرأوا، سجل هذه البلاد الأمني ونجاحاتها، كي يوفروا على أنفسهم السباحة في بحار الأوهام العميقة. مقالات سابقة: كلمة اليوم : -->