--> --> مع بدء العد التنازلي لقص شريط بطولة العالم لألعاب القوى والتي تستضيفها العاصمة الروسية موسكو خلال الفترة من 10 إلى 18 أغسطس المقبل، ضرب زلزال مدوي ربما تجاوز أعلى درجات مقياس ريختر أم الألعاب في مقتل ، بعد سقوط عدد من العدائين البارزين على الصعيد العالمي في اختبارات المنشطات، أبرزهم العداء الأمريكي تايسون جاي صاحب أفضل توقيت في سباق مائة متر هذا العام ، والعداء الجامايكي آسافا باول صاحب ذهبية أولمبياد بكين 2008 في سباق التتابع 4 100 م مع منتخب بلاده ، ما ألقى بظلاله على سمعة المنشط على الصعيد الدولي على غرار فضائح المراهنات التي هزت إمبراطورية كرة القدم في الفترة الأخيرة ، إلى جانب انسحاب عدد من أبطال ألعاب القوى من بطولة موسكو بسبب الإصابة ، منهم العداء الكيني ديفيد روديشا الفائز بالميدالية الذهبية لسباق 800 متر في أولمبياد لندن والعداء الجزائري توفيق مخلوفي بطل أولمبياد لندن لسباق 1500 متر، كما لن يدافع العداء الجامايكي يوهان بليك عن لقبه في سباق 100 متر بسبب انسحابه أيضا. قلق و إحباط في أروقة الاتحاد الدولي بدوره أشار الاتحاد الدولي لألعاب القوى في بيان له أنه تلقى طلباً أولياً للمشاركة من قبل 2516 رياضياً من بينهم 1409 رجال و1107 سيدات، حيث يتوقع أن يتقلّص العدد النهائي للمشاركين في البطولة مقابل 1894 رياضياً بينهم 1173 رجلاً و856 سيدة في بطولة العالم الماضية . وكشفت اللجنة المنظمة للبطولة أنه سيجري تنظيم ماراثون السيدات في اليوم الأول السبت 10 أغسطس، في حين سيجري ماراثون الرجال يوم السبت 17 أغسطس ويجري الجزء الأول من ماراثون البطولة إلى مسافة تمتد 600 متر على ميدان ملعب لوزنيكي ثم يواصل العداءون القيام بأربع لفات على امتداد نهر موسكفا من لوزنكي إلى الكرملين ذهابا وإياباً، ثم العودة الى ميدان الملعب لـ300 متر الأخيرة. صراع محتدم وعلى خلفية تعاطي أفضل المتسابقين على المستوى الدولي للمنشطات، يبدو أن الصراع على الذهب صار محتدماً بين أبطال العالم والقادمين من الخلف ما أدى إلى هزة وسط أصحاب الأرقام القياسية وبالتالي اللجوء إلى تعاطي المنشطات خوفاً من ضياع الألقاب والسقوط أمام الكاميرات وأنظار المتابعين ، وهبوط أسهمهم في بورصة أم الألعاب ولم ترتبط فضائح النشطات باسافا وغاي فقط ، بل يحفظ التاريخ أسماء عدد من العدائين الذين تورطوا في فضائح منشطات ، أبرزهم ،الكندي بن جونسون الذي جرّد من ذهبية سباق 100 متر في أولمبياد سيؤول 1988 بعد سقوطه في اختبار المنشطات في أكبر فضيحة في تاريخ الألعاب الأولمبية ، وكذلك البريطاني لينفورد كريستي الذي أحرز ميدالية ذهبية في سباق 100 متر في أولمبياد برشلونة 1992 الذي وقع في فخ المنشطات بعد سبع سنوات، كما تم ايقاف العداء الأميركي دينيس ميتشل الذي فاز بالميدالية الذهبية ضمن فريق التتابع في سباق 4 100 متر بأولمبياد برشلونة 1992 لعامين في 1998 بسبب وجود مستويات غير طبيعية من عقار للنمو في العيّنة الخاصة به كما أوقف البريطاني دوين تشيمبرز الذي احتل المركز الرابع في نهائي سباق 100 متر في أولمبياد سيدني 2000 لعامين في 2003 بعد سقوطه في اختبار للمنشطات خلال فضيحة معمل بالكو ، وتورّط العداء الأمريكي تيم مونتغومري أيضا في فضيحة المنشطات التي ضربت معمل بالكو في سان فرانسيسكو، بعد أن سجل رقماً قياسياً عالميا في سباق 100 متر بزمن قدره 9.78 ثانية عام 2002 إلا أنه اعترف لاحقا باستخدام المنشطات في أولمبياد سيدني 2000م، كما أوقف الأمريكي جاستن جاتلين الفائز بذهبية سباق 100 متر في اولمبياد اثينا 2004 أربع سنوات لوجود مستويات غير طبيعية من عقار تيستوستيرون المحظور، وكان جاستن حصل أيضا على برونزية سباق 100 متر في اولمبياد لندن 2012. فضائح المنشطات ليست حكراً على الرجال وفي السياق ذاته تواصل مسلسل السقوط في اختبارات الكشف عن المنشطات، حيث لم تكن الفضائح حِكراً على الرجال فقط إذ كانت الأمريكية ماريون جونز أكبر ضحية لفضيحة معمل بالكو، وأول سيدة تفوز بخمس ميداليات في ألعاب القوى في دورة أولمبية واحدة في أولمبياد سيدني 2000 وبعد سنوات من الإنكار اعترفت جونز باستخدام المنشطات وتم سجنها بسبب الكذب على محققين اتحاديين ، وكذلك كانت الأمريكية كيلي وايت ضحية أخرى لفضيحة معمل بالكو، حيث سجلت اعترافاً باستخدام مزيج من المواد المحفزة للأداء عقب فوزها بسباقي 100 و200 متر في بطولة العالم في باريس عام 2003م المانيا تحتضن معسكر الأخضر الأخضر يواصل تحضيراته في معسكر ألمانيا ووسط هذه الأجواء الملبدة بالغيوم في أروقة الاتحاد الدولي للعبة، يواصل أبطال القوى السعودية تحضيراتهم بمعنويات عالية بألمانيا ، استعدادا لخوض غمار منافسات موسكو وتحقيق انجازات جديدة في البطولة العالمية بعد أن تألّقوا ورسموا لوحات زاهية للوطن في عدة محافل دولية توشّحوا فيها بالذهب والفضة و البرونز ، وقد انضم مؤخراً لمعسكر ألمانيا البطل عبد العزيز لادان، بعد تأهله لبطولة موسكو في أعقاب إحرازه الميدالية الذهبية في سباق 800 متر في ملتقى كيه بي سي هيوزدين ببلجيكا ، بزمن قياسي رفع من شأن المملكة في سباق حصاد الذهب ليلحق بزملائه العداء يوسف مسرحي في سباق 400م ، والرامي سلطان الداوودي في قذف القرص، والرامي سلطان الحبشي في دفع الكرة الحديدية، وفريق التتابع 4 400م والمكون من العدائين محمد الصالحي ويوسف مسرحي ومحمد البيشي وإسماعيل الصبياني .كما انضم العدّاء عماد نور مؤخراً بعد أن توِّج بالميدالية الذهبية في سباق 1500 م ببطولة آسيا التي أقيمت في الهند. آمال معقودة من جهته يأمل الاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى ، بقيادة الأمير نواف بن محمد ، في أن يكون مونديال موسكو فرصة ثمينة لأبطال أخضر القوى لمواصلة الانجازات الدولية وتسجيل أرقام قياسية جديدة ، وخطف الأنظار وحصد الذهب ، حيث يكثف الاتحاد من متابعته المتواصلة مع بعثة المنتخب بألمانيا وتوفير كل المعينات اللازمة للاعبين ، وتذليل كل المعوقات لتحقيق الطموحات ورفع علم المملكة عالياً في المحافل الدولية. نبذة تاريخية عن بطولة العالم لألعاب القوى بطولة العالم لألعاب القوى ،هي الحدث الذي ينظّمه الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ويعتبر واحداً من أكبر الأحداث الرياضية في العالم، وربما أصغر فقط من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، وكأس العالم لكرة القدم، وقد نظمت كل أربع سنوات أصلاً، لكن هذا الموقف تغيّر في عام 1991، ومنذ ذلك الحين أصبحت تُنظّم كل سنتين.