×
محافظة المنطقة الشرقية

مرضى الكلى: نتطلع لإنهاء معاناتنا بالنقل المجاني

صورة الخبر

من العناوين الكثيرة التي طالعتنا بها الصفحات الشعرية والمواقع الالكترونية بعد إعلان الشاعر الكبير رشيد الزلامي خبر اعتزاله لميدان شعر المحاورة: "الشعراء يعربون عن حزنهم لاعتزال رشيد الزلامي للمحاورة"، "اعتزال الزلامي خسارة لشعر القلطة"، "في قرار مُفاجئ: اعتزال الشاعر الكبير رشيد الزلامي"، "سقوط أحد أركان المحاورة باعتزال الزلامي". هذه العناوين وغيرها الكثير لم أستغرب قراءتها بعد نشر خبر اعتزال الزلامي مُباشرة لاسيما وأننا ألِفنا مثل هذه العناوين الانفعالية التي تصدر بعد إعلان أي شخص نحبه أو نحب إبداعه الابتعاد عن مجاله، لكن الذي لفت نظري من بين كثير من الآراء التي قيلت وكتبت رأي غرّد به الشاعر خالد الشيباني تعليقاً على الخبر، وأنقله هنا لاتفاقي معه ولاعتقادي بأنه لم يصدر عن عاطفة أو انفعال كما في العناوين التي أشرت لها قبل قليل أو في غيرها. كتب الشيباني في تغريدته تعليقاً على خبر اعتزال الزلامي: "أؤيد اعتزال الشاعر رشيد الزلامي لشعر القلطة وأتمنى من مستور العصيمي الفعل نفسه لأنهم لن يقولوا شيئاً لم يقولوه طيلة 45 عاماً"، والذي يجعلني أتفق مع هذا الرأي بشكل كبير هو اعتقادي أن شعر المحاورة تحديداً قادر على استنزاف الطاقة الإبداعية للشاعر مهما بلغ حماسه وموهبته خلال سنوات قليلة، ناهيك عن إمكانية مواصلة الإبداع لما يُقارب خمسة عقود من الزمن، فشاعر المحاورة مُطالب بنظم الشعر بناء على طلب الجمهور لا بناء على رغبته الداخلية ولا استجابة لنداء الإبداع داخله، وهذا الأمر لا يتوافق مع طبيعة الحالة الشعرية التي تفرض نفسها على الشاعر وتدفعه للإبداع دون فرض. ومن الأمور الإيجابية في اتخاذ الشاعر لمثل هذا القرار أنه سيُساعد الشاعر على منح شعر النظم -الذي طالما شغلته المحاورة عنه- وقتاً أكبر، وأظن أن عدداً من الشعراء الكبار الذين أمضوا عقوداً من الزمن في ميدان المحاورة مع تميزهم في النظم كحبيّب العازمي وفلاح القرقاح وغيرهما سيحققون مكاسب إبداعية أكبر في حالة اتخاذ مثل هذا القرار الجريء، ولا شك في أن الإبداع في شعر النظم قادر على تخليد اسم الشاعر أكثر من قدرة المحاورة على ذلك، وكثير من الشعراء الكبار عرفناهم بقصائد النظم القليلة التي وصلتنا أكثر من معرفتنا بهم من خلال محاوراتهم الكثيرة التي لا يكاد أحد يتذكرها أو يتذكرهم من أجلها. أخيراً يقول المبدع راشد النفيعي: يا قسوتك كيف أنحرم من طيبتك؟ وينه مطر صوتك يبلّل مسمعي؟ تعال ما أحتاج لعذر في غيبتك ما قلت لك عن غيبتك عذرك معي؟