يواجه اليوم رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» استفسارات وتساؤلات أعضاء مجلس الشورى حول إنجازات الهيئة ووسائل تعزيز دورها وتفاعل الجهات الحكومية معها. ومن المتوقع أن يستمع رئيس نزاهة إلى أسئلة سبق أن سمعها في أكثر من مكان تدور حول عدم إعلان الهيئة أسماء الأشخاص والجهات التي لا تتعاون معها وما هي البرامج التي ستعتمدها لمعالجة هذا العائق، ولماذا لا تستخدم الهيئة آلية القياس حتى يمكن رصد تطور عملها ومدى نجاحه. والحقيقة أن رئيس الهيئة قال، في أكثر من مناسبة، إن هناك جهات لا تتعاون معهم وأن بعضها يتهاون في الرد على أسئلتهم وأن الهيئة لا تستخدم الأساليب السرية لجمع المعلومات ولا تشهر بأحد ما لم يصدر حكم قضائي بذلك. والمصاعب التي تواجه عمل الهيئة تستدعي البحث عن آليات جديدة تسهم في إزالة ما يراه البعض من أن وسائلها الحالية لا تمكنها من القضاء على مظاهر الفساد المالي والأخطاء الإدارية الشائعة. ومن الوسائل التي يمكن أن تعين الهيئة على أداء مهامها الاستعانة بالذراع الشعبية من الهيئات الأهلية، فهذه الذراع لن يقتصر دورها على جمع المعلومات بما يتفق وسياسة الهيئة بل سيتعدى إلى أمر مهم جدا وهو نشر وإشاعة ثقافة مواجهة الفساد بين المواطنين بكل أنواعه وتشكيل نظرة جماعية ناقدة للفساد ومن يتهم به.