وصفت وكالة " أسوشيتد برس" مشكلة الإسكان في السعودية بـ " الأكثر الحاحا "، خاصة بالنسبة للشباب لأن كثيرين منهم تعوزه سنوات طويلة لادخار المال اللازم لشراء منزل تمهيدا للزواج في العادة. وقالت الوكالة في تقرير لها :" في إطار مواجهة نقص المساكن ، أصبحت مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر ساحة لتجربة خطة تقضي بالتخلص من معظم أحيائها العشوائية الخمسين والتي تمثل ثلث مساحتها المعمورة بحسب بيانات السلطات المحلية". وقالت :" تعتزم المدينة إنشاء مجمعات سكنية مدعومة للسعوديين في مكان الأحياء القديمة"، مضيفة أنه " في حال نجاح هذا النموذج الجديد لتحديث ثاني كبرى مدن السعودية، فإنه سيطبق في مناطق أخرى من المملكة تحتاج إلى تحديث بنيتها الأساسية المتهالكة. وذكر فايز أحمد مساعد مدير شركة "جونز لانغ " للاستشارات العقارية أن ثلث المنضمين الجدد إلى سوق العمل في السعودية لا يسعهم شراء منزل تزيد كلفته عن 133 ألف دولار والذي لا يتجاوز في مدينة مثل جدة ثمن شقة صغيرة من غرفتي نوم. و قال: "الحكومة تبذل الكثير، لكن عدد السكان كبير والسبيل لإتاحة القروض الرخيصة للسكان يمثل تحديا حقيقيا...لا يوجد حل سريع". و أشار محمد البكري( 30 عاما) وهو من سكان جدة إلي أنه قام مع عدد من أصدقائه بإنشاء مجموعة من المبادرات الشبابية التي تسعى لمواجهة التحديات الاجتماعية في مدينتهم. و أضاف البكري "أينما ذهبت في السعودية، تجد أزمة إسكان...عندما يتعلق الأمر بالمناطق غير المخططة، فإن هؤلاء الناس موجودون هناك لجيلين وثلاثة وأربعة أجيال". وشهد عام 2010 تغيرا في رؤيته للأمور بعدما قرر البكري مع عدد من أصدقائه الأثرياء زيارة حي الحرازات الفقير بجدة وقاموا بتوزيع أجهزة تكييف على الأسر المحتاجة. كانت المرة الأولى التي يزورن فيها مثل هذه المنطقة الفقيرة حيث تعيش الأسر في شقق ضيقة". وقال البكري :"عندما عدنا لأول مرة بالصور، سألني الناس في أي بقعة من أفريقيا هذا المكان. أخبرتهم أنه على بعد عشرين دقيقة منا". أما أسامة شحاتة الذي أمضى ساعات طوال يضع فيها المقترحات للتعامل مع مشكلة العشوائيات في جدة، من خلال عمله بقسم تطوير المناطق العشوائية في شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، فأعرب عن أمله في أن تنجح المبادرة في إعادة تدوير عشوائيات جدة، ويمتلك شحاته مقترحا لتطوير حي السلامة العشوائي، رغم أن سكانه لا يعلمون عنه شيئا كما لم يقره مجلس إدارة الهيئة بعد. من ناحية أخرى، أشرفت شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني على إنشاء خمسة سدود وخزانات وكادت تنتهي من استكمال السادس. وأقيمت السدود في أعقاب السيول المدمرة التي شهدتها المدينة عام 2009 وأسفرت عن مقتل أكثر من مائة شخص وأطلقت موجة من الانتقادات ضد الأسرة المالكة. كما أن الشركة منوطة بإنشاء مركز جديد للمدينة يحوي محطة لقطارات السكك الحديدية فائقة السرعة التي تربط بين مكة والمدينة المنورة. كما توجد أيضا خطط لإنشاء دار عرض سينمائي ستكون في حال إقرارها الأولى في هذا البلد المحافظ. وقال شحاته إن المدينة في سبيلها لإدراك النجاح في تحديث الأحياء الفقيرة يتعين عليها أن تأخذ في الاعتبار تاريخ الأحياء الفقيرة مثل حي السلامة وحق سكانها في المشاركة في اتخاذ القرار. وأضاف: "التطوير حضري واجتماعي واقتصادي وأمني بل- ودعني أحلم قليلا- ويتعين علينا فيه معالجة سلوكيات الناس...وهكذا إذا كانت لديك خطة لكل ذلك، فلن يمانع الناس". وتستعد مؤسسة أنشأها الملك عبد الله لمساعدة سكان حي السلامة بالمال والتدريب على اكتساب المهارات اللازمة لضمان حصولهم للمساكن الجديدة والوظائف الأفضل. وبموجب المقترح، فإن المسائل المتصلة بالملكية والعقود ستسوى خارج ساحات القضاء. وستجري أعمال البناء في الشارع تلو الآخر فيما يحصل السكان السعوديون الفقراء على مساكن مؤقتة حتى الانتهاء من إنشاء المباني الجديدة.