عندما تطرح مواضيع للمناقشة مثل النظافة العامة لشوارعنا يشارك الأغلبية من خلال مشاهدات يومية من البعض لرمي المخلفات عبر نوافذ السيارات لتكون سيارته نظيفة من الداخل ولا يهتم بما حوله، يقال عنه ثقافة مجتمع، وأخر يرمي مخلفات منزله جوار الأماكن المخصصة لها ظناً منه أن مسئوليته هي نظافة منزله فقط ولا يهتم بما حوله، يقال عنه ثقافة مجتمع. وقيادة السيارة بكل أنانية وكثرة المخالفات دون إعطاء الطريق حقه سواء للمشاة أو للسيارات الأخرى فهو لا يهتم بما حوله ،يقال عنه ثقافة مجتمع.وإهمال الموظف في أداء عمله يقال عنه ثقافة مجتمع، وضعف الرقابة في بعض الوزارات يقال عنها ثقافة مجتمع، وضعف أداء بعض المستشفيات الحكومية يقال عنه ثقافة مجتمع، والأخطاء الطبية يقال عنها ثقافة مجتمع، تأخر إنجاز المعاملات في بعض المحاكم والإدارات الحكومية يقال عنها ثقافة مجتمع، التجمع والتجمهر حول الحوادث وإعاقة فرق الإنقاذ والإسعاف يقال عنه ثقافة مجتمع، تعامل المعلمين مع الطلبة بقسوة يقال عنه ثقافة مجتمع، وعدم احترام الطلاب للمعلمين يقال عنه ثقافة مجتمع، حتى النصب والسرقة والتزوير والإهمال يقال عنهم ثقافة مجتمع، نذهب إلى المساجد بملابس الرياضة والنوم ونذهب إلى العمل وسواه بأحسن الملابس يقال عن ذلك ثقافة مجتمع، حتى التعامل مع الناس أصبح يخضع لثقافة المجتمع. حقيقة أصابني دوار خفيف من جراء سرد ما سبق وأيضاً مما لم أسرده. هل هذه حقيقة ثقافتنا أم أنها لقافة مني أن أشاهد وأسمع ما يدور حولي من قبل البعض حول ما صرنا إليه في ثقافتنا اليومية والتي يتفق معي الأغلبية حولها، ولكن السؤال الصعب والحقيقة التي نهرب منها أننا جزء من هذه الثقافة ونمارس بعضاً منها بقصد أو بدون قصد، نقيمها حسب سلوكنا وطريقة تعاملنا بدءاً من منازلنا حتى شوارعنا إلى أعمالنا بل أكثر من ذلك حتى وصلت إلى عباداتنا وتقييمنا للآخرين. إن هذه الثقافة هي من صنعنا واكتفينا بالتنظير لها وتسابقنا لتشخيصها وتمحيصها ومناقشتها دون أن نبدأ بأنفسنا أولاً لتغيير هذه الثقافات ونستبدلها لأبنائنا ثم لمن حولنا بالمفاهيم الأساسية لديننا وسلوكنا التي أمرنا أن نعمل به وليس نقرأه لغيرنا فقط، ولا تظن أن الفرصة ولت بل الفرصة لا تزال قائمة في أبنائك ومستقبلهم ،فاعمل عليها من الآن. # إذا لم تغير عاداتك فلن تتغير فوائدك.