لم تنمح من مخيلة (أبو جمال) ذكرى ذاك اليوم من شهر سبتمبر/أيلول قبل ما يزيد على ثلاثين عاما حين ايقظه افراد ميليشيات لبنانية عميلة ل(سرائيل) من نومه هو واسرته واقتادوهم إلى الشارع في ساعة مبكرة من الصباح. اجبر المسلحون (ابو جمال) وغيره من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا على الاصطفاف وفصلوا الرجال عن النساء واخذوا الشبان لحتفهم وكان احدهم ابنه البالغ من العمر 19 عاما. وقال (ابو جمال) الذي يضع شارة على سترته تحمل صورة ابنه "كان في عامه الاخير في المدرسة ولم يحصل على الشهادة قط". وطلب الا ينشر اسمه كاملا. ولم تتدخل قوات الغزو الإسرائيلية خلال المذبحة التي وصفت بانها من اسوأ الفظائع التي ارتكبت خلال الحرب الأهلية في لبنان التي دارت رحاها من العام 1975 إلى العام 1990. وكان مجرم الحرب أرييل شارون -الذي توفي أول من أمس- وزيراً للدفاع في ذلك الحين ويحمله الفلسطينيون في صبرا وشاتيلا مسؤولية قتل المئات. وقد لا تكون مفاجأة ألا يبدي الناجون من المذبحة أي تعاطف مع مجرم الحرب شارون الذي توفي أول من أمس بعد أن دخل في غيبوبة قبل ثماني سنوات. وتجلس ميلاني بطرس (70 عاماً) في منزلها على مقربة من نصب أقيم عند مقبرة جماعية للضحايا وتتذكر كيف قتل ابنها وزوجها رمياً بالرصاص في ذلك اليوم وتقول إن شارون يستحق ما هو أسوأ مما حل به. وقالت "اتمنى أن يكون قد عانى كما عانينا. قاسينا على مدى 32 عاما. عاش على هذا الحال ثمانية اعوام وتمنيت ان يعاني عشر سنوات اخرى."