البرنامج الوطني للاتصال الحكومي الذي جرى إطلاقه قبل أكثر من عام، وتضمن سبعة محاور يتم العمل على تنفيذها ليتسنى إحراز انجازات مجتمعية، تضمنت محور أفكارنا خضراء، كأحد المحاور المهمة التي سيتم العمل عليها خلال مرحلة النهوض بالوطن في تحولاته النوعية الجبارة، على طريق احتلال مراكز الصدارة العالمية بحلول عام 2021. والتعبير عن الوطنية وعشق الوطن وترابه وسمائه وبحره متاح أمام الجميع، ويستطيع كل واحد أن يعبر كيفما شاء واستطاع وأطلق العنان لأفكاره، لكن الاختبار الحقيقي يكون في التطبيق الميداني على الأرض، عند تحويل الفكر والنظريات إلى قواعد عمل وخطوات تنفيذية فاعلة، تخدم العنوان الرئيسي الذي يبقى دائماً هدفاً وأملاً، وهو حب الوطن والتضحية من أجله، ورد بعض جمائله. ولعل أبسط طرق التعبير عن حب الوطن يتجلى في الحفاظ على بيئته نظيفة، خالية من التلوث، لا مواد غير قابلة للتحلل، ولا أدخنة سامة تعانق السماء متصاعدة من الورش والمصانع وعوادم السيارات ونيران الحرائق، والاهتمام باللون الأخضر الذي يعتبر صديق البيئة في كل زمان ومكان. جميل أن يبادر كل صاحب محل تجاري بزرع شجرة معمرة أمام محله، بعد موافقة الجهة البلدية المختصة التي تتأكد من أن ذلك لن يؤثر في انسيابية حركة المشاة، ولن يكون لها تأثير في تمديدات أرضية قد تكون تابعة لإحدى الجهات. حتى وإن كانت هناك معوقات فالبديل هو أصيص مناسب توافق عليه السلطات البلدية، ويحظى بعناية فائقة لكنها غير مكلفة، ولنا أن نتصور جمال المنطقة والشارع والمبنى الذي يرعاه عاشقو البيئة، محبو الوطن قولاً وفعلاً. وثقافة الحفاظ على الممتلكات العامة وحمايتها من أي عبث أو هدر أو تعطيل لفاعليتها أحد أوجه التعبير عن حب الوطن، فالمحب يتمنى أن يرى محبوبه دوماً جميلاً، أنيقاً، نضراً، يضج بالحيوية والنشاط والحياة، ومحب الوطن يعمل على أن يكون وطنه مكسياً بالبساط الأخضر، أشجاره ونخيله تعانق السماء، أرضه نظيفة ظاهرها وباطنها لا تحوي سموماً ولا مواد بلاستيكية، وزرعه لا يعرف الكيماويات التي تجبر ثماره على النضوج قبل أوانها وبغير طعمها ومذاقها. والإيمان بأن الاحتياط واجب، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج، والإجراءات الوقائية الفاعلة، هو خطوة ضرورية لمنع بعض المؤثرات السلبية في البيئة ونظافتها، كالوقاية على سبيل المثال من المسببات المباشرة وغير المباشرة لنشوب الحرائق التي تطلق كميات رهيبة من الغازات والأدخنة القاتلة للبيئة والملوثة لهوائها، والمؤثرة سلباً في صحة الإنسان أيضاً. الارتقاء بالبيئة التي تحتضننا مهمة وطنية بامتياز، يجب أن يحظى الجميع بشرف المساهمة فيها، بسلوكه الملتزم بيئياً، وإنجازاته على صعيد نشر اللون الأخضر في كل تفاصيل حياتنا، بدءاً بالزراعة المنزلية، نزولاً إلى الشوارع والحدائق والغابات والمحميات، وهي لعمري الوطن الذي نحبه، ونعشقه. ebn-aldeera@alkhaleej.ae