×
محافظة المنطقة الشرقية

ميزانية التعليم العام على طاولة النقاش الإعلامي

صورة الخبر

في أضخم قاعة رياضية بأكبر مركب أولمبي في الجزائر، وعلى بعد أربعة ايام فقط من استدعاء الهيئة الناخبة، استعرض أمس السبت عمّار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (الأفلان) عضلاته أمام من يسعون اليوم إلى الإطاحة به من على رأس الحزب، الأهم سياسيا في البرلمان الحالي مجددا في رسالة إلى الخصوم دعم الحزب لترشح بوتفليقة إلى عهدة رابعة وهو يهتف: "لا ترشيح لغير بوتفليقة ولا مرشّح غيره". وفي لقاء وطني لمنتخبي الحزب، كان بالإمكان تنظيمه في قاعة اجتماع عادية مثلما جرت عليه العادة، انتقل عمار سعداني بأنصاره إلى أعالي العاصمة الجزائر، إلى المركب الرياضي الأولمبي محمد بوضياف، ليهتف من هناك بحياة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، المنتكس صحيا في الفترة الأخيرة مثلما أظهرته صور التلفزيون الرسمي في آخر اجتماع لمجلس الوزراء، داعيا إياه إلى الترشح لعهدة رابعة و هو يهتف "جئنا لعرس واحد، هو عرس بوتفليقة، رئيس الجبهة " قبل أن يردّد بصوت عال ومعه الحاضرون في القاعة "عهدة رابعة وربي كبير". ويعّد اجتماع القاعة البيضاوية صراعاً علنياً بين الفرقاء داخل الحزب الواحد حول رئاسيات أبريل/ نيسان المقبلة التي لا يزال يلفها الغموض المطبق في وقت تحجم الاسماء الثقيلة عن الانخراط في هذا النقاش الكبير حول غد الجزائر مقابل سطوة غير مسبوقة من محيط الرئيس بوتفليقة الساعي إلى فرضة كأمر واقع، وفشل المعارضة ممثلة في قطب ال 20 إلى الخروج من اجتماعاتها الثلاثة الأخيرة بمرشح توافقي. وظهر هذا الصراع بوضوح في الاشتباكات التي كادت تحصل فوق منصة القاعة البيضاوية عندما اعتلى أحد الخصوم المنصة وأراد أخذ الكلمة لمعارضة دعوة سعداني بوتفليقة الترشح فحدثت الفوضى قبل أن ينتبه عمار سعداني للأمر ويقول للحضور: "هناك من يحاولون إفساد عرس الأفلان". ولا يمكن اعتبار اجتماع مركب 5 يوليو سوى رسالة تحدّ يبعثها عمار سعداني، إلى خصومه وليس خصوم بوتفليقة في الحزب الواحد، وهؤلاء يعيبون على سعداني الهتاف لصالح بوتفليقة وهو لم يعلن بعد رغبته من عدمها في الترشح للرابعة فضلاً عن اعتراضهم على دعوة سعداني إلى تعديل الدستور قبيل الرئاسيات وهو ما يرفضه خصوم سعداني وقطاع واسع من المعارضة. ويكون عمار سعداني بهذا "الإنزال" الاستعراضي لمناضلي (الأفلان) في أضخم قاعة رياضية في البلاد، قد رّد على خصومه من التقويميين والمركزيين والطاعنين في شرعية توليه الأمانة العامة على رأسهم عبدالرحمن بلعياط، أحد ديناصورات الحزب العتيد منذ ستينيات القرن الماضي، الذين ظلوا يقولون لوسائل الإعلام المحلية إن سعداني لا يحوز على دعم معتبر من المناضلين بالأخص من داخل اللجنة المركزية وأن هؤلاء انفضوا من حوله على خلفية استماتته في دعم ترشح بوتفليقة فيما الأخير لا يزال يلتزم الصمت وهو ما اعتبر تملقاً و تزلفاً للرئيس. ويفتح التطاحن الحاصل حاليا بين الإخوة الفرقاء داخل بيت الأفلان بشأن الرئاسيات المقبلة المجال للسؤال عن هوية الواقفين وراء عمار سعداني ممن يدعمونه للحديث بهذه القوة والإصرار عن ضرورة ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، والسؤال أيضا عن هوية الذين يدعمون خصومه داخل الحزب نفسه ممن يعترضون على عمل سعداني، أيعكس الطرفان الصراع الحاصل في أعلى هرم السلطة والمؤسسة العسكرية بشأن خيار الذهاب نحو عهدة رابعة بالرئيس الحالي أم ببديل آخر، صراع أدخل البلاد في حالة ترقب أو سوسبانس غير مسبوق.