في العام 84 وأنا ابن للعاشرة حصلت أمور كثيرة جداً ما زالت عالقة في ذاكرتي لعلّ أولها شراء والدي -حفظه الله- سيارة جديدة..! نيسان.. سِدرِك.. فرحتي بها كانت كبيرة جداً لدرجة (تبخيرها) اليومي..! وفي ذلك العام حققتُ أول بطولة دوري في المدرسة وكنت أنا (الكابيتانو).. نعم.. ما زلت احتفظ بدرعه وألبوم صوره إلى يومنا هذا..! وفي العام ذاته اشترت لي أمي "يرعاها الله" اللعبة الأثمن في ذلك الحين: (الأتاري)..! ياااه.. لقد كنت الأبرع في لعبة (باكمان) التي ما زال صدى موسيقاها باقياً إلى الآن في أُذني..! وفي ذلك العام فقدتُ جدي لأمي "يرحمه الله" فكانت بداية معرفتي بالموت وأول لقاءاتي به..! في العام 84 اجتمعت أسرتنا خلف ذاك (التلفاز المسرحي) ذو الأبواب السحّابة الخشبية..! لا صوت يعلو وقتها على صوت (علي داود)..! "برافو عبدالجواد.. برافو.. بيقطعها.. ويبدأ بيها هجمة.. ويلعبها لماجد.. وماجد يحاول يعدّي بيها.. ويعدّي وداخل نص الملعب.. وماشي ماجد في نص الفريق الصيني.. ويهاجم ماجد.. ويالله يا ماجد.. وداخل الطمنطعشر.. وداخل الطمنطعشر و.. قوووول.. قووووووول.. ماجد أحمد عبدالله.... يكسّر صيني واتنين وتلاته.. ويكسّر طقم الصين كلووو...." ياااه..!!! وكأني بالمشهد الآن أمامي..! أبي يرفعني بذراعيه.. وأمي تدمع من الفرح.. وأخواتي يصرخن وكأنهن في المدرج.. والمنتخب.. منتخب بلدي هو ((البطل))..!!! مضى وقت طويل منذ ذلك الحين.. اختفت عبره أشياء وأشياء.. السِدرِك.. والأتاري.. والتلفاز المسرحي.. و... المنتخب..!!! نهاية: مات البطل !!!