×
محافظة المنطقة الشرقية

ناشئو «يد مضر» أبطال للدوري قبل النهاية

صورة الخبر

كثيرة هي الملفات التي أثارها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيروت في زيارته الرابعة للبنان والتي تكتسب أهمية خاصة في هذه اللحظة المفصلية، كونها تظهر اهتمام الأمم المتحدة بدعم لبنان والتعاون مع المؤسسات الدولية، لا سيما البنك الدولي والبنك الإسلامي، للوقوف على ما يحتاجه البلد والعمل على توفير المساعدة له. وفي المقابل، استمع بان إلى مطالب اللبنانيين في ملفات تقلقهم، خصوصاً مسألة اللاجئين السوريين على أرضه، ومسألة ترسيم الحدود البحرية إلى جانب دور قوات «يونيفيل». وكان بان وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت صباحاً في زيارة تستمر يومين، ورافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني. وحطت طائرة بان على مدرج المطار وسط تدابير أمنية مشددة نفذتها الأجهزة الأمنية المختصة، وكان في استقباله الأمين العام لوزارة الخارجية وفيق رحيمي ممثلاً وزير الخارجية جبران باسيل ومندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وقائد قوات «يونيفيل» الجنرال لوتشيانو بورتولانو وعدد من ضباط القوة الدولية.   باسيل لا يستقبل بان وأثار عدم استقبال وزير الخارجية جبران باسيل لبان في المطار، تساؤلات في الوسط السياسي والرسمي. وقالت مصادر رسمية لـ«الحياة» إن باســيل حين علم أن من ضــــمن برنامج زيارات بان زيارة وزارة الــــدفاع وقـــيادة الجـــــيش اللبناني للقاء الوزير سمــير مقبل والعماد جان قهوجي، قال إنه يجب على بان أن يزور وزارة الخارجية. إلا أن بروتوكول الأمم المتحدة اعتبر أن الأمر ليس ملزماً وأن بان سيلتقي رئيس الحكومة تمام سلام ووزراء، فقرر باسيل، بحسب المصادر، عدم استقبال بان في المطار، وأعلمت دوائر الأمم المتحدة في بيروت بالأمر. ثم أرسل باسيل خبراً مفاده أن خاله توفي.   زيارة الناقورة وانتقل بان إلى الناقورة بواسطة طوافة عسكرية دولية وبحماية طوافتين للجيش اللبناني و5 طوافات دولية أخرى. وخلال الزيارة فرضت تدابير أمنية مشددة للجيش اللبناني و«يونيفيل» جواً وبحراً وبراً. وكان في استقباله في المقر القائد العام لـ»يونيفيل» الجنرال لوتشيانو بورتولانو وكبار الضباط من الوحدات المشاركة في «يونيفيل»، وأقيم له عرض عسكري رمزي قدمت خلاله ثلة من الحرس الدولي التحية العسكرية، ثم استعرضها إلى جانب بورتولانو. ثم عقد اجتماعاً مع بورتولانو والضباط الدوليين اطلع منهم على مهمة «يونيفيل» وتنفيذ القرار 1701. وقال بان خلال اللقاء إن «جنوب لبنان شهد واحدة من أهدأ الفترات منذ ما يقرب من أربعة عقود منذ اعتماد قرار مجلس الأمن 1701». واعتبر أن «وجود بيئة أمنية مستقرة في جنوب لبنان، ومواصلة التزام الأطراف وقف الأعمال العدائية، وزيادة قدرة القوات المسلحة اللبنانية لضمان أمن البلاد، عناصر أساسية لنجاح تنفيذ ولاية يونيفيل». ودعا «إلى الاستخدام الفاعل والهادف لبعثة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في لبنان لناحية منع الأعمال العدائية وعدم تصعيد التوتر في الجزء الجنوبي من البلاد». وشدد «على ضرورة مواصلة عقد الاجتماع الثلاثي الذي يشارك فيه لبنان وإسرائيل و»يونيفيل»، لحل أي خلافات بين الأطراف في إطار التنفيذ الكامل للقرار 1701». وأكد «الحاجة إلى التعاون الوثيق بين القوات المسلحة اللبنانية و»يونيفيل» في جنوب لبنان، بما في ذلك من خلال عملية الحوار الاستراتيجي، والجهود التي تبذل لضمان تنفيذ القرار 1701». وقال: «الحوار الاستراتيجي أمر حاسم في حال تحمل القوات المسلحة اللبنانية مسؤوليات أكبر في منطقة عمليات يونيفيل»، داعياً إلى «مساعدة دولية متزايدة لدعم القوات المسلحة اللبنانية للقيام بمسؤولياتها الحيوية في جميع أنحاء البلاد، كما أكد مجلس الأمن أخيراً». وقال الجنرال بورتولانو إن «في مواجهة التحديات المتعددة التي تواجه جنوب لبنان، تشكل يونيفيل رادعاً قويا أمام استئناف الأعمال العدائية». وعاد بان جواً إلى بيروت.   لقاء بري وسلام وزار بان والوفد المرافق الرئيس بري في مقره في حضور السفير سلام ومستشار بري الإعلامي علي حمدان. وبحث الجانبان خلال نحو ساعة من الوقت «التطورات على الساحتين اللبنانية وفي المنطقة والقضايا المطروحة على غير صعيد ومنها ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية ودور قوات «يونيفيل» وتداعيات قضية اللاجئين السوريين في لبنان»، وذلك بحسب المكتب الإعلامي لبري. وسئل بري لدى توديعه بان عن اللقاء فقال: «كانت جولة شاملة وتطرقنا إلى موضوع الجنوب وترسيم الحدود البحرية، والدور الكبير الذي تلعبه قوات الأمم المتحدة في الجنوب تطبيقاً للقرار 1701. وتطرقنا إلى موضوع اللاجئين وكيفية المساعدة وبحث ضرورة أن تلبي الحكومة والمجلس النيابي التشريعات اللازمة لإمكان استيعاب المساعدات التي وعدنا بها، وهي مساعدات ضخمة وواعدة بالنسبة إلى لبنان وبالنسبة إلى النازحين فيه». وأضاف: «تطرقنا إلى التخفيضات التي قامت بها وكالة «أونروا» بالنسبة إلى الإخوة الفلسطينيين، وكان بحث معمق حول الأزمة السورية والمردود الطيب الذي ينتظر من المحادثات اليمنية - اليمنية في الكويت وانعكاس ذلك سواء على الأزمة السورية أم حتى على موضوع الرئاسة في لبنان. وكان موضوع رئاسة الجمهورية موضوعاً رئيساً وأساسياً بالنسبة إلى الأمين العام وإلي شخصياً وكيفية السبيل للخروج من هذا المأزق في لبنان، وكيف أن الحلول في المنطقة يمكن أن تنعكس أيضاً على هذا الموضوع». ونوه بان كما علمت «الحياة» من مصادر نيابية، بالتعاون القائم بين «يونيفيل» والجيش اللبناني وأهالي الجنوب في منطقة عمليات القوات الدولية لتنفيذ القرار 1701. وتوقف بان، بحسب المصادر، أمام الأعباء المالية والاقتصادية والاجتماعية الملقاة على عاتق لبنان جراء استيعاب هذا العدد الكبير من النازحين السوريين وقال إن الأمم المتحدة تدرك جيداً الوضع الاقتصادي والمالي الذي يمر فيه لبنان الذي لم يكن حائلاً دون استضافة النازحين السوريين والعمل على توفير المساعدات لهم. ورأى بان أن «ما يتحمله لبنان جراء استضافته للنازحين بهذا العدد الهائل يدعونا إلى تقديم المساعدات التربوية والصحية والاجتماعية بغية التخفيف من هذا العبء الملقى على عاتقه». وأشاد بان بالدور الفاعل للرئيس بري والجهود التي يقوم بها للحفاظ على الاستقرار في لبنان. ونوه بدوره في رعايته للحوار الوطني باعتبار أنه القادر على التواصل مع الجميع. كما أشاد بجهوده الرامية إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لأن انتخابه من أول الأولويات وهناك حاجة داخلية وخارجية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي الذي يدفع في اتجاه إعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية، لا سيما أن لا مصلحة في مواصلة هذا الفراغ.   مؤتمر صحافي مشترك ثم انتقل بان والوفد إلى السراي الكبيرة والتقى الرئيس سلام. وعقد الطرفان مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد اللقاء. وقال سلام: «كانت المحادثات مناسبة لنا لنؤكد مع الأمين العام وجهات نظرنا المتقاربة عن الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية. وكان هناك توافق بين الجانبين على أن النزوح السوري إلى لبنان أنتج عبئاً كبيراً على لبنان لم يعد بإمكانه أن يتحمله بمفرده». وأضاف: «الأمين العام يواصل جهوده لحضّ المجتمع الدولي على زيادة دعمه المالي للبنان، ولضمان تنفيذ التعهدات المالية وضخّها في آليات المساعدة الإنسانية والتنموية الهادفة لزيادة فرص العمل والحد من الفقر وتعزيز الامن والاستقرار». ووجه سلام «دعوة مشتركة إلى جميع إصدقاء لبنان للإبقاء على دعمهم للقوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي ورفع مستواها، من أجل تعزيز جهودها في حماية الاستقرار ومواجهة التهديدات الإرهابية المتنامية». ولفت إلى أنه عبّر لبان «عن امتناننا العميق للعمل المميز ولتضحيات عناصر قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان على مدى ثلاثة عقود، وشكرته أيضاً على جهود كلّ وكالات الأمم المتحدة في لبنان». وعن «خفض موارد وكالة «أونروا» وما تبعه من تراجع في الخدمات المقدمة إلى اللاجئين الفلســطينيين، قال سلام: «عبرنا عن قناعة مشتركة بأن الوضع يبعث على القلق الشديد وتجب معالجته على وجه السرعة من جانب الأسرة الدولية». وأشار إلى أنه «كان هناك اتفاق على الحاجة لتأمين التطبيق الكامل للقرار 1701». وتوقف عند «زيارة رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، معتبراً أنها «تؤكد تعلّقه والتزامه الشخصي، وكذلك العاملين في البنك الدولي، في لبنان وخارجه، ببلدنا. وكانت لنا فرصة للبحث معه في المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي نواجهها، وكيفية معالجتها، والدور الذي يمكن أن يلعبه البنك الدولي في هذا المجال. وعبرنا عن امتناننا لجهود البنك الدولي في مؤتمر لندن الأخير لهيكلة آليات التمويل الميسر لمشاريع البنى التحتية في لبنان، ونتوقع أن تؤتي هذه الجهود ثمارها قبل نهاية العام». ورحب سلام برئيس البنك الإسلامي للتنمية، «الذي كرّس نفسه وموارد البنك، على مدى أربعة عقود في سبيل التنمية البشرية». وقال أنه «والبنك الإسلامي للتنمية شكلا داعماً قوياً للنمو الاقتصادي اللبناني، وهذا البلد يدين بالكثير للمساعدة التي قدماها طوال السنوات الماضية. ونتطلع إلى توسيع هذا النموذج من التعاون في المستقبل، واستخدامه كحاضنة لمشاريع استثمارية يطلقها القطاع الخاص». وعبّر بان عن سعادته بالعودة مجدداً إلى لبنان حيث للأمم المتحدة وجود كبير وأساسي، شاكراً المسؤولين الدوليين الموجودين في لبنان وبينهم المنسقة سيغريد كاغ واللواء لوتشيانو. واستهل كلمته بتقديم تعازيه الحارة باستشهاد عسكري وجرح آخرين في عبوة منطقة عرسال. وقال: هذا الأمر يســـتدعي وجوب الدعم الدولي للقوات العسكرية اللبنانية لمحاربة الإرهاب». وقال أن زيارته المشتركة مع رئيسي البنكين الدولي والإسلامي تثبت أن المجتمع الدولي متحد ومستعد للمضي قدماً في تقديم الدعم الكبير للبنان، دول قليلة في العالم أظهرت الكرم الذي أظهره الشعب اللبناني كما الحكومة اللبنانية تجاه النازحين السوريين وأن جيران سورية هم نموذج لدول ومناطق أخرى في العالم التي تملك موارد أكبر بكثير مما يملكه لبنان، وأن المؤتمر الذي انعقد أخيراً لمعالجة أزمة النازحين السوريين كان نقطة انتقال جيدة، لكن جميعنا قلقون من أن زيادة عدد النازحين تزيد الفقر وتضيف مشاكل أخرى مثل عمالة الأطفال. وما يقلقنا أيضاً قدرة المجتمعات اللبنانية، خصوصاً في المناطق الأكثر فقراً، فنحن هنا كي نجد طرقاً لتحسين ظروف النازحين ودعم المجتمعات المضيفة والمساعدة للتخفيف من الأثر على الاقتصاد اللبناني وقلقون أيضاً من الوضع السياسي في لبنان الذي يساهم في وضع غير مستقر». ونوه بان بجهود سلام. وقال: «أرافق جهدك في قيادة حكومتك في هذه الأوقات الصعبة ولبنان هو مثل للمجتمع الدولي بشعبه ويرمز إلى التعددية في هذه المنطقة وأساسي ملء منصب رئاسة الجمهورية في أسرع وقت ممكن لكي يتمكن لبنان من العمل في شكل كامل في وقت قريب، والأمم المتحدة تقف إلى جانب لبنان عبر وجود 23 هيئة وبرنامجاً يعملون هنا. بعد صدور القرار 1701 هناك هدوء نسبي على الخط الأزرق و «يونيفيل» تنسق مع الجيش اللبناني وهي أيضاً ركيزة لهذا الاستقرار، والأمم المتحدة تقدر أيضاً الدور الكبير والمهم للقوات المسلحة اللبنانية في الحماية من تهديدات المجموعات المتطرفة ومن ضمنها «داعش» وأجدد لكم دعوة مجلس الأمن للحصول على الدعم الدولي المستمر للجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية». وانتقل بان والوفد الى وزارة الدفاع والتقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي. ويزور اليوم طرابلس متفقداً تجمعاً للنازحين السوريين والمجتمعات المضيفة للاطلاع على اوضاعهم.