عاد روائيون سعوديون إلى كتابة القصة والحضور في معرض الرياض للكتاب قصاصين لا روائيين ما أثار عددا من الأسئلة منها ماذا تعني هذه العودة، هل هي نكوص عن المشروع، أم حنين للبئر الأولى. أما استراحة من عناء الكتابة السردية الطويلة والاكتفاء بالتجريب المكثف. وتحضر في المعرض مجموعة «رفيقة إلى البيت» لعواض العصيمي. و«خارج النص» لصلاح القرشي، علما أن المتلقي تعود منهم إصدارات سردية طويلة. ويكشف الروائي عواض العصيمي أنه انطلاقا من تجربته في الرواية والقصة «لكل جنس طقسه المستقل؛ فالرواية تكره أن تزاحمها القصة بطبعها، وحينما تتشكل على يد السارد الروائي الذي هو السارد القاص في الآن عينه، فإنها تفسح له من عوالمها وأحداثها وشخوصها ما يحمله على الانقياد لخطتها في استدراجه بأكثر مما تستطيع»، مشيرا إلى أن «هذا لا شك على حساب القصة، والحال هذه سيكون موقعها في عربة خلفية من القطار السردي في شكل عام، ومن المرجح أن لا يلتقيا في عربة واحدة إلا في مصادفات نادرة، كأن تندلع في رأس الروائي فكرة قصة بينما هو لم ينته بعد من كتابة روايته، وعادة ما تكون الاستجابة في وقتها دون تأخير، لكنه سرعان ما يعود إلى عمله الروائي لوقوعه في أحبولة النية الروائية في الأصل». وليست القصة ببعيدة عن الرواية في الاستدراج والإغواء، ويؤكد «كلاهما فن عظيم يعمق في كاتبه معنى الانقياد لسلطته لحظة الاستغراق في إنشائه». وأضاف العصيمي إن «القصة تعني لي اختلاق مغامرة تقوم على الإمساك بلحظة من الزمن حبلى بحدث ما، وإنما يتحقق ذلك في عالم الشهادة، عالم الكتابة، لتحقق القصة مغامرتها هي أيضا»، معترفا بأن «هناك كتابا كثرا بدأوا قاصين ثم روائيين بعد ذلك، لكن هذا لا يعني أن كتابة القصة شرط أساس في التعرف على مجاهل الرواية عبر الكتابة، ليس ذلك ضروريا، لكن القصة تعلمنا الاستغناء عن الحكواتي المتحفز دائما في كل سطر، ترشدنا إلى شجرة «البونزاي» الكامنة في فضيلة الاختزال الفني». ويذهب الروائي صلاح القرشي إلى أن «كتابة القصة عنده سبقت كتابة الرواية ومجموعته القصصية الأولى سبقت روايته الأولى إلا أن الشكل يفرض نفسه عند الكتابة، وأضاف إنه «لا أستطيع القول أن القصة هي الأساس مع محبتي الشديدة لهذا الفن، هنالك فكرة تكتب كقصة قصيرة وهنالك فكرة نشعر أنها نواة رواية ولا يمكن كتابتها كقصة قصيرة». وعن صدور مجموعته القصصية الجديدة «خارج النص» قال إنه «كنت في غاية السعادة وأنا ألمس الكتاب وأتصفحه وكأنما هو الكتاب الأول بعيدا عن الاهتمام القرائي والنقدي لهذا الفن الجميل كون صدور مجموعة قصصية يعني للكاتب أمرا مهما وكأنما هو يلم شتات ذاته المتفرق في عشرات القصص».