استمر العمل الشاق لتحديد هويات ضحايا الهجمات في بروكسل في وقت أطلقت عائلات كثيرة، لا أخبار لديها عن أقاربها وتعيش قلقاً لا يحتمل، عملية بحث يائسة في الميدان أو على شبكات التواصل الاجتماعي. وبعد أكثر من ثمان وأربعين ساعة على الهجمات، لم تعرف سوى هوية أربعة من القتلى بينهم البيروفية اديلما مارينا رويز تابيا (37 عاما) التي قتلت في مطار زافنتيم حيث كانت مع زوجها البلجيكي وابنتيهما التوأمتين اللتين أصيبت إحداهما. كذلك لاقت مغربية، لم يتم الكشف عن اسمها، حتفها. وهي كانت في المترو كما ذكرت وكالة الأنباء المغربية التي تحدثت أيضا عن فقدان ثلاثة مغاربة وإصابة ستة. وقتل بلجيكيان على الأقل في المترو هما اوليفييه ديليسبس (45 عاماً) الموظف في اتحاد والونيا - بروكسل، وليوبولد هيشت (20 عاماً) وهو طالب في القانون البلجيكي بجامعة سانت لويس. وقال صديقه في الجامعة ناجي المصري لقد كان طالباً جيداً، ودائماً في الصف الأول. من بين 300 جريح، هناك عشرون برتغالياً وعشرة فرنسيين وعشرات الأمريكيين. وقد توجه عدد كبير من الأهالي إلى بروكسل للقيام بجولة في المستشفيات بحثاً عن زوج، أو أخت، او صديق. وعلى غرار مرحلة ما بعد هجمات باريس، اطلقت نداءات إلى شهود عبر فيسبوك وتويتر، حيث نشر الأقارب صوراً للمفقودين. وجاء في رسالة تمت مشاركتها آلاف المرات هل رأيتم هذه المرأة الشابة؟ اسمها الين باستن، جنسيتها بلجيكية، وتبلغ 29 عاماً. كانت على الأرجح في المترو الذي تمت مهاجمته. نحن في بحث يائس عنها. اذا رأيتموها، نرجوكم ان تتصلوا بنا!. وجاء في رسالة أخرى اذا كانت لديكم معلومات عنها، هي تدعى لبنى الافقيري، كانت موجودة عند الساعة 9,15 في محطة المترو ولم نتلق معلومات عنها بعد ذلك، اتصلنا بالمستشفيات لكن بلا جدوى.... أما بارت ميغوم، الطالب في مجال التسويق البالغ 21 عاماً، فكان يفترض ان يسافر إلى الولايات المتحدة لملاقاة حبيبته ايميلي ايزنمان التي قالت لمحطة تلفزيونية أمريكية بعث الي رسالة نصية من داخل القطار المتوجه إلى مطار بروكسل. وكان يفترض ان يرسل الي لاحقا صورة لبطاقة المغادرة، لكن لم يفعل ذلك أبدا. ساشا والكسندر بنكزويسكي، وهما شقيقان أمريكيان كانا أيضا في المطار. وأشارت وسائل إعلام إلى انهما كانا يتحدثان هاتفيا إلى اسرتهما عندما انفجرت القنابل. ولا معلومات عنهما مذاك الوقت. البريطاني ديفيد ديكسون، عامل الكمبيوتر البالغ 51 عاما ويعيش في بلجيكا هو ايضا في عداد المفقودين. وروت عمته لـديلي تلغراف انه ارسل اليها رسالة نصية قال لها فيها انه كان آمناً وسليماً بعد التفجير في المطار. وهي تخشى من ان يكون نزل لاحقا إلى المترو، لأنه لم يصل إلى عمله ولم يبعث مذاك الوقت اي اشارة إلى انه حي. وتواصل شريكته البحث عنه في المستشفيات. من بين الضحايا أيضا، زوجان ألمانيان يبلغان 29 و30 عاماً، كانا يسافران إلى نيويورك، وفق ما اعلنت الشرطة الألمانية. جنيفر (29 عاما) المسؤولة عن المبيعات، باتت في عداد المفقودين منذ الثلاثاء، فيما زوجها لارس (30 عاماً) الممرض، دخل في غيبوبة وجروحه بالغة، وفق ما ذكرت صحيفة بيلد. ولم تستبعد وزارة الخارجية الألمانية ان يكون مواطنون ألمان قد لقوا حتفهم، فيما يبدو أن التعرف إلى هوية الضحايا عملية صعبة. (ا ف ب)