أفاد الناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف العقيد ناصر الشريف أن المحافظة شهدت أمس الأول أمطارا ما بين غزيرة ومتوسطة على المحافظة والمراكز والقرى التابعة لها من الساعة الثانية عشر صباحا حتى الساعة الساعة الثالثة صباحا شملت الحوية والهدا والشفا والسيل الصغير. وبين الشريف أن الأمطار التي هطلت على الهدا أدت إلى تساقط خفيف للصخور وتم إغلاق طريق جبل الهدا وتحركت إدارة النقل بإزالة الصخور وتأمين الموقع إلا أن كثافة الضباب دفعت الجهات الأمنية لاستمرار إغلاق الطريق حفاظا على سلامة المواطنين، حتى تنتهي الخطورة، لافتا أن إغلاق الطريق استمر حتى الواحدة و13 دقيقة فجر السبت. يأتي ذلك في ظل تجدد مطالب عدد من أهالي الطائف والمصطافين والسياح من المملكة وخارجها لوزارة النقل والمواصلات بإعلان صادق لموعد البدء في الحلول الدائمة لطريق الهدا الذي يشكل عصبا اقتصاديا وسياحيا وتاريخيا للمحافظة وربطها مع مكة المكرمة وجدة. مشيرين إلى أن بقاءهم في المربع الأول من الخوف والصداع المتكرر مع أول رشة مطر تتساقط معها الصخور أمر لم يعد مقبولا ولا منتظرا في ظل ما أطلقته الوزارة مرارا وتكرارا من وعود وردية سابقة لحل معضلة الهدا ومشاريعه المحيرة التي كلفت خزينة الدولة مئات الملايين لهذا الطريق بلا فائدة أو جدوى. واعتبر عدد من المواطنين أن طريق الهدا العصب الاستراتيجي لأكثر رجالات المال في المنطقة، وتنتشر على جوانبه مئات المنتجعات السياحية وسلاسل المطاعم المتطورة والحدائق العالمية إلا أنه مع أول رشة مطر تصاب كل هذه المشاريع بالتجلط الاقتصادي والتلبك المالي لشلل الحركة بين مكة والطائف، مطالبين وزارة النقل والمواصلات أن تواجه مهامها الموكلة إليها بالشكل المأمول، وتعلن بقطعية عن موعد بدء حلول الهدا الدائمة. من جهتها، علمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن الحلول الدائمة للهدا تشمل عدة معالجات نهائية لانهيارات طريق الهدا ومن ضمن هذه الحلول هو التنظيفات الشاملة لكل مخرات الأودية وإزاحة الصخور المتحركة إضافة إلى وضع جسور مقببة في عدد من المواقع مع مشدات ومصدات خرسانية، كما أشارت المصادر إلى أن الطريق يخترق سلسلة جبال شاهقة ومنحدرات صعبة. يذكر أن الطريق شهد خلال الأيام القليلة الماضية عدة إغلاقات بسبب تساقط صخور، كما تعرض لإغلاق مماثل قبل شهر، بخلاف الإغلاقات السابقة، وتتكرر هذه المشاهد مع مواسم هطول الأمطار. وكان الطريق افتتح في شعبان من العام الماضي بعد إغلاق استمر قرابة الأربعة أشهر لتنفيذ مشروع تنظيف وصيانة بتكلفة بلغت ستة ملايين ريال، فيما كان الطريق افتتح قبل أربعة أعوام بعد الانتهاء من مشروع ازدواجبته لـ12 كلم بقيمة بلغت 218 مليونا. ويرى عدد من المهتمين والأهالي أن الطريق يحتاج إلى إضاءة فسفورية وإضاءات غازية تساعد على قشع الضباب المستمر، الذي عادة ما يغلق بسببه الطريق، لتكتمل المنظومة التي حباها الله بمناظر جميلة وساحرة ومكانة تاريخية منذ مئات السنين.