يتوقع خبراء اقتصاديون أن تهبط إيرادات السياحة في تركيا بنسبة 25% هذا العام، وهو ما سيكلف البلاد حوالي 8 مليارات دولار. وذلك لمخاطر وضغوط يتعرض لها قطاع السياحة في تركيا واقتصادها، تتمثل في أن السياح الميسورين مثل الألمان سيختارون أماكن أخرى لقضاء عطلاتهم، بينما سيضطر الروس الذين يحتلون المرتبة الثانية في سوق السياحة التركية إلى الابتعاد بسبب أزمة اقتصادية في الداخل وتوترات سياسية في أعقاب إسقاط تركيا طائرة حربية روسية في نوفمبر تشرين الثاني. وأظهرت بيانات من وزارة السياحة أن إجمالي عدد السياح الذين زاروا تركيا العام الماضي انخفض 1.6%، كما أن الدلائل غير مبشرة قبل ذروة الموسم السياحي من مايو أيار إلى أكتوبر تشرين الأول وهى الفترة التي تجني فيها تركيا في العادة نحو 70% من إيراداتها السياحية. ولسوء الحظ أيضاً فإن السياح من الدول الأكثر ثراء الذين يغدقون في الإنفاق هم الأكثر قلقا بشأن تردي الأوضاع الأمنية. والآن يقول خبراء اقتصاديون إن الهبوط في قطاع السياحة ربما يؤثر على الاقتصاد الاوسع، فتراجع الإيرادات بنحو 8 مليارات دولار سيمحو ما يزيد عن نصف نقطة مئوية من النمو الاقتصادي الذي تستهدفه الحكومة هذا العام والبالغ 4.5%. من جانبه أوضح الخبير الاقتصاد في مورغان ستانلي اركان ارجوزيل أن عدد السياح الروس هبط حوالي مليون العام الماضي إلى 3.6 مليون وأن ذلك الهبوط قد يتفاقم هذا العام، وأضاف: على أساس محادثاتنا مع ممثلي القطاع لدينا الانطباع بأن عدد السياح الروس ربما يهبط وفقاً للسيناريو الاكثر حدة إلى أقل من مليون في 2016 . ومع مساهمة السياحة بأكثر من نصف الايرادات في ميزان المعاملات الجارية لتركيا العام الماضي، فإن متاعب تلوح في الأفق لآمال البنك المركزي في إمكانية خفض العجز الذي بلغ 4.5% من الناتج المحلي الاجمالي في 2015، ولعلّ السياحة قد تتسبب في تراجع أكبر للاقتصاد. واستناداً لما سبق، ربما لم يعد بمقدور تركيا أن تعتمد على السياح الروس الباحثين عن الشمس المشرقة على شواطئها الجنوبية كعامل مساعد بسبب تأثيرات الازمة الاقتصادية في روسيا والتوترات السياسية مع أنقرة والتي دفعت الرئيس فلاديمير بوتين إلى فرض سلسلة عقوبات اقتصادية على تركيا رداً على إسقاط الأخيرة طائرة حربية روسية قرب الحدود مع سوريا.