على العالم أن يقبل كل أقاويل أمريكا عليه أو ليعتبرها توريات بيضاء، أو صفراء ،أو سوداء، أو أي لون.. المهم ألا يقولوا، أو يتحدثوا عن واقع وحقائق.. وعليهم أن يقبلوا أي فعل تقوم به.. فأمريكا تقول شيئا وتفعل آخر. تذكرت ذاك الفيلم الأمريكي الذي خرب فيه البطل شوارع مدينة كاملة، ودمّر أعدادا من السيارات والمباني، وقتل وأصاب الكثير من الناس لأجل أن ينقذ «امرأته» ولا يسأل بعدها عمّا أحدث.. مشكلة الأمريكان أنهم يتأثرون كثيرا بما يقدمونه في صناعة الأفلام الخيالية لديهم.. ولديهم أفق هائل في تصنيع القصص الهائلة انعكس من خلال مرايا «الأنا» على فهم العالم وقراءته والتعاطي معه. لقد تحدث الكثير عن تعريف مفهوم السياسة فقال قائل: إنها فن الممكن.. ورد الآخر بأنها: فن التمكين.. ويبدو أنها في ثقافة وعقلية أمريكا هي تمثل فن التمكّن.. نعم التمكّن بأي أسلوب كان.. ميكافيلي، أو حساب ذهني، أو برغماتي، أو سلطوي أو «لي أذرع»، أو تدخلات سافرة ومستورة، أو «رشاوى سياسية». بعد سبات طويل..ونوم هنيء..وصمت مطبق..وتحريك للمصالح..مستشارة الأمن القويم بوش الابن تذكر في خبر حسب ما ذكرته صحيفة «الشرق الأوسط» تعاطفها مع ما تشعر به الدول العربية وفي مقدمتها المملكة من مواقف وبعض سياسات إدارة الرئيس اوباما المتراجعة والخارجة عن إطار التفسير العقلاني في المشهد السياسي. وذكرت «تاوسند» أن دول المنطقة تشعر بنوع من الخيانة جراء الإضرار بالعلاقات التاريخية بيننا وبين أمريكا التي انحازت إلى العدو الذي حذرت السعودية أمريكا منه وهو إيران.. «بعد إيش يالطيبة» وماذا بعد ذلك؟ وبعد ذلك تنشر نفس الصحيفة وثائق تورط إيران في احداث 11 سبتمبر، وتوافق القاعدة مع إيران على إنشاء خط لنقل العملاء إلى أوروبا.. ووصل الأمر إلى أن رئيس لجنة المدعين تحدث عن أن تعويضات ضحايا11سبتمبر ستصل لـ150 مليار دولار.. وعلى إيران دفعها. حصحص الحق بعد هذا العمر..فمن يعوضنا مقابل الإساءة المزمنة لنا طوال تلك السنوات.. وبعدما ألبسونا قصصا وألصقوا على حدودنا وصمات وصفات مقيتة، وحملونا ما لا نحتمل.. كعادتهم في الكذب و «الاستكبارية» ولم تنج دولة منهم في ذلك..ولعل مثلهم المعروف الذي يقول «ما تكسبه دون جهد..تبذله دون ندم» يظهر حالتهم. كل ذلك بسبب مزاج أمريكي يقول في وقت ما شيئا ويعترف لاحقا انه مخطئ ولا أحد يحاسب، فالأمم المتحدة وأمينها مريض ومشغول بالقلق على ومن أشياء محدودة أما ما يخص أمريكا وأتباعها وسياساتها فهو مطمئن جدا. ثم يخرج «أبو حسين» ويحن على ما يبدو للحسين في اندونيسيا «وحنينه دائما لأول منزل».. فيخرج بخطاب بليد المعنى، ومنفّر النص، وكلام فارغ قذف فيه السوء على بلادنا ولم يحترم أي أعراف، ولا عقول ولا علاقات..وطبّق مقولة «إذا كنت رايح كثر الفضايح» فهو يعلم أنه منتهي الصلاحية بعد أشهر لذا هو يقول : «هأنذا لا تصدوا عني». ويثبت ترهل وجفاف السياسة الأمريكية ووهنها في قدرتها على المحافظة على القيم السياسية الحقيقية ، ويكشف لنا «أوباما» امتلاء صدره من سياسة المملكة التي تجاوزته وتعدت «الأنا الأمريكية. حتى وإن حضر اوباما فهو يدرك أنه خسر تاريخا معنا واضعف رابطا متصلا بنا منذ سنوات طويلة.. يحضر وهو يحمل أعباء وآلام الخروج القريب من البيت الأبيض. ختام القول: كل ملف سياسي مملوء بالافتراء والكذب والطمع سينكشف يوما من الأيام وتظهره الوسائل. فسياسة أمريكا لا تبنى على القيم الأمريكية التي يصدرونها للعالم، فأمريكا تتحرك دوما بحسب مكاسبها ومصالحها ومنافعها.. اليوم معك وغدا عليك.. وسواء كان الحراك مشروعا أو غير مشروع فالسياسة لديها هي فن إحقاق اللاممكن، وإبطال الممكن.. وعليها يتوجب مراجعة وفهم الواقع الجديد الذي يشكّل العلاقات الصحيحة معنا ومع مصالحنا ومصالحهم..وأن يعتدل المزاج الأمريكي على الصدق.. فالقوة في العقيدة وليست في السلاح والضغط والافتراء.