فرض اقتراب قوات الجيش الوطني والمقاومة من العاصمة اليمنية، تحولات دراماتيكية طارئة في مواقف قبائل المناطق المحيطة بصنعاء التي اضطر العديد منها إلى التعاطي مع التغيرات المباغتة في موازين القوى عقب اجتياح الحوثيين للمناطق القبلية التي تمثل الحزام القبلي للعاصمة، إما بإظهار بعض التأييد وتقديم دعم متفاوت للمتمردين، أو التزام الحياد والنأي عن الانحياز لأي طرف. واعتبر العقيد نصر عبدالكريم الرجمي، أحد القيادات الميدانية في الجيش الوطني بجبهة نهم أن مبادرة الكثير من قبائل المحيطة بصنعاء إلى إعلان الدعم والتأييد للجيش الوطني والمقاومة عبر عن حالة من الاحتقان والسخط في أوساط القبائل، جراء ممارسات الحوثيين الذين تمادوا في امتهان القبائل ودفعها إلى تقديم الدعم بشكل قسري لهم باستخدام لغة القوة والتهديدات. وأشار إلى أن العديد من القبائل سارعت إلى الانخراط ضمن المقاومة الشعبية المساندة للجيش الوطني من خلال تعزيز صفوفها بالكثير من المقاتلين، وهو ما يكشف عن رغبة حقيقية في المشاركة في انهاء الانقلاب واستعادة الدولة ودحر الانقلابيين. واستخدم الحوثيون بدعم من القوات الموالية للرئيس السابق أساليب غير معهودة، ومستهجنة في العرف القبلي السائد في اليمن لإجبار القبائل على تقديم أنواع متفاوتة من الدعم الذي تراوح بين رفد صفوف المتمردين بمقاتلين وتقديم تبرعات مالية، إلى جانب التوقيع على وثيقة تتضمن فرض عقوبات مشددة على الداعمين للشرعية من أبناء القبائل، لتقنين انتهاكاتهم وجرائمهم التي وصلت إلى حد قتل أحد الوجاهات القبلية الذي عاد إلى البلاد من الخارج لحضور مراسم دفن والدته ليتم قتله بدم بارد. واعتبر عبدالرحمن المصعبي، وهو باحث متخصص في دراسة تعقيدات البنية القبلية في اليمن أن الحوثيين استغلوا تحالفهم الطارئ مع المخلوع صالح ليكرسوا أدوات الدولة التي قاموا بنهبها لممارسة نوع من الإرهاب لتطويع القبلية، مشيراً إلى أنهم امتهنوا الكثير من الرموز القبلية وهو ما سيدفع بعمليات انتقامية لاحقة بعد انهاء الانقلاب.