×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / أمير منطقة جازان يرعي فعاليات ملتقى المسؤولية الاجتماعية الأول

صورة الخبر

كان متعذراً ألا نقف أمام ذلك العدد الهائل من صور الأمهات التي نشرها الأصدقاء والصديقات من مختلف البلدان العربية على جدرانهم في موقع فيس بوك، لصور أمهاتهم، بمناسبة عيد الأم الذي مر أمس الأول. كانت تلك الصور مصحوبة بعبارات الوفاء والامتنان، أو الشوق والحنين للأمهات، مَن هُن على قيد الحياة أو اللائي توفاهن الله، وهي كلها عبارات مؤثرة، شفيفة، ومرهفة، نابعة من القلوب تجاه أعز إنسان في حياة أي منا، أي الأم. لكن حديثي هنا سيكون عن الصور، فالنساء ممن هُن اليوم في الأربعينات أو الخمسينات من أعمارهن، ومثلهم الرجال أيضاً ممن هم في نفس هذه الأعمار، نشروا صوراً لأمهاتهم تعود إلى منتصف القرن العشرين، وحتى إلى ما قبل ذلك، فيدهشنا ما تظهره هذه الصور لا من جمال هؤلاء الأمهات فقط، وإنما أيضاً ما هن عليه من أناقة وهندام ينم عن ذوق ووعي. وحتى الصور المنشورة لهؤلاء الأمهات وقد تقدمَ بهن العمر، وبدت على وجوههن مظاهر جلاله وحكمته، لا تخفي ما كُن عليه، وهن في صباهن، من تعليم ورقي. أخبرني الصديق الفنان مصطفى رحمة حين التقيته في القاهرة قبل فترة وجيزة أنه يفكر في تنظيم معرض تشكيلي بعنوان: جمهور أم كلثوم، ولم أنتظر شرحه لفكرة المعرض، لأني أعرف شغفه بإظهار مظاهر التحضر والثقافة في تلك الحقبة الزمنية التي كانت أم كلثوم، بكل ما تعنيه من قيمة فنية وإنسانية وحضارية، عنواناً من عناوينها. بوسعنا ونحن نتفرج على تسجيلات حفلات أم كلثوم أن نمسك بالفكرة التي كان مصطفى رحمة يرمي إليها وهو يشير إلى موضوع معرضه المقترح، حين نجد ذلك الحشد الذواق الذي يملأ القاعات التي تقدم على مسارحها أغنياتها، لنلحظ ما كانت النساء عليه من حرص على أن يظهرن بمظهر أنيق وراقٍ، والأمر نفسه ينطبق، بطبيعة الحال، على الرجال الذين لم يكونوا أقل أناقة. أدرك أن فيس بوك، شأنه شأن كل وسائل الاتصال الاجتماعي الأخرى، عالم افتراضي، لكن ذلك لا يعني أنه لا يقدم، ولو بصورة جزئية وانتقائية في الأغلب، جوانب من الواقع كما هو. خارج هذه العوالم الافتراضية، حين نقارن اليوم بالأمس، تبدو الصورة مرعبة. لنقارن بين الحال في عاصمة مثل بغداد أو دمشق في منتصف القرن العشرين حيث كانتا تضجان بكل مظاهر الحداثة والتقدم، وبين حالهما اليوم. من كان يخطر في ذهنه، ساعتها، أن القرن اللاحق، أي قرننا الحادي والعشرين، سيشهد، وليس بعيداً عن العاصمتين، أسواقاً لبيع النساء من السبايا؟. madanbahrain@gmail.com