وقعت الحكومة السودانية وآلية الوساطة الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أباباأمس الاثنين على خريطة طريق لتحقيق سلام دائم في السودان،في وقت تحفظت عليها الحركات المسلحة الرئيسية وحزب الأمة المعارض. وقال رئيس الوفد الحكومي في اجتماعات أديس أبابا إبراهيم محمود حامد إن خريطة الطريق تتضمن وقف الأعمال العدائية ووقفا دائما لإطلاق النار وترتيبات أمنية وسياسية من أجل الوصول لسلام دائم. ووقع على الاتفاق نيابة عن حكومة الخرطوم إبراهيم حامد، الذي يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية، في حين وقعه من جانب آلية الوساطة الأفريقية الرفيعة المستوى رئيسها ثابو مبيكي. وفي تصريحات صحفية عقب التوقيع، قال حامد إن الحكومة "وقعت على مقترح الآلية الأفريقية بهدف الوصول إلى سلام دائم في السودان، ووضع حد للحرب ومعاناة المواطنين، والمشاركة في الحوار الوطني". وأضاف "وقعنا اليوم رغم بعض التحفظات لنا، لكن الوفاق بين السودانيين أكبر من أي ملاحظات"، دون أن يكشف عن ماهية هذه التحفظات. وأعرب عن أمله في أن تعجّل الحركات المسلحة وحزب الأمة المعارض بالتوقيع على خريطة الطريق. وبشأنملامح خريطة الطريق التي وقعت عليها حكومته، قال مساعد الرئيس السوداني إن الخرطوم "تعتقد أن هذه الوثيقة خاطبت القضايا الأساسية، وهي إيقاف الحرب، والجلوس للنظر في مستقبل السودان عبر الحوار الوطني"، دون أن يقدم تفاصيل بشأن الوثيقة. وتحفظت فصائل المعارضة من جانبها على التوقيع على اتفاق خريطة الطريق، لكنها وعدت بالتوقيع عليه في وقت لاحق دون إبداء أسباب لهذا التحفظ. وأوردت وكالة أنباء الأناضول أن الوسيط الأفريقي بدأ جلسة مغلقة مع فصائل المعارضة السودانية، وهي الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان وحزب الأمة، دون أن تذكر تفاصيل عما تمخضت عنه هذه المباحثات ومدتها. والآلية الأفريقية هي فريق وساطة مكلف من الاتحاد الأفريقي عام 2012 بالعمل على تسوية النزاعات بين الخرطوم وحكومة جنوب السودان، وكذلك بين الخرطوم ومتمردين تابعين للحركة الشعبية التي تقاتل في مناطق متاخمة لحدود السودان الجنوبية. كما يسعى الفريق إلى إنجاح عملية الحوار السياسي الذي دعا إليه الرئيس السوداني عمر البشير وقاطعته معظم أحزاب المعارضة.