×
محافظة المنطقة الشرقية

ميناء الملك فهد الصناعي يستقبل أكبر ناقلة منتجات بتروكيماوية في العالم

صورة الخبر

فاجأتنا وكالات الأنباء في اليوم الأول من هذا العام بصور لطيور جارحة وهي تأكل من جثث القتلى الذين قضوا إثر الاشتباكات الدامية التي وقعت بين أنصار رئيس جنوب السودان «سلفاكير ميارديت» وقوات نائبه السابق «رياك مشار»، فيما تناقلت وكالات الأنباء ملامح انقلاب دموي يقوده الأخير ضد الرئيس «ميارديت»!. ورغم ما تردد يوم 2014/1/1 عن اتفاق بين الرجلين لوقف إطلاق النار، إلا أن الأيام التالية كشفت عن معارك طاحنة -قيل إن وقودها التعصب القبلي- حيث قامت عناصر قبيلة «النوير» التي ينتمي إليها «مشار» بمهاجمة عناصر قبيلة «الدينكا» التي ينتمي إليها «ميارديت»!. وأعلن «مشار» يوم 2014/1/3 سيطرة جنوده على مدينة «بور» الاستراتيجية وأن قواته تتجه نحو العاصمة «جوبا»، بعد أن سيطرت على حقول النفط في شمال البلاد!. كما أحكمت قواته السيطرة على مدينة «ملكال» في ولاية أعالي النيل. ولقد عانت قبيلتا «النوير» و«الدينكا» حروباً مستعرة على مدى التاريخ استمرت أكثر من خمسين عاماً، وبذلك فاق عمرها عمرَ «حرب البسوس» الشهيرة! ولقد وصلت أعداد القتلى أكثر من 2500 شخص خلال عام 2013، فيما تم تشريد أكثر من 350 ألف شخص. ويرى خبراء سودانيون أن الأمر أكبر من نزاع بين القبيلتين أو هو محاولة انقلابية على الرئيس «ميارديت»، حيث يذهبون إلى أن هنالك أصابع خارجية «أمريكية إسرائيلية» تلعب في الخفاء من أجل المشاركة في «الكعكة الجديدة» في الدولة الوليدة. وإذا ما أُضيفت قضية اللاجئين الذين قد يتدفقون إلى الشمال، فإن المناطق السودانية الشمالية قد تزداد التهاباً خصوصاً شرق السودان! كما أن النفط والمعادن الأخرى مثل الذهب والألماس واليورانيوم تجعل «لعاب» بعضهم يسيل من أجل مزيد من التدخل خصوصاً من جانب «أوغندا» و«أمريكا» و«إسرائيل». ذلك أن دولة الجنوب أرض جديدة لم يتم اكتشافها نظراً لحالات النزاع المتكررة وعدم قدرة السودان «الموحد» على ضبط إيقاع التوجهات القبلية قبل التشطير. ورغم تبادل الاتهامات بين سودان الشمال وسودان الجنوب حول دعم كل منهما لقوات مناوئة له، فإن الخبراء الاقتصاديين يُقرون بخسارة سنوية لسودان الشمال تقدر بحوالي 4 مليارات دولار، تضاف إلى العجز الذي تعاني منه ميزانية السودان والمقدرة بحوالي 12 مليار دولار. وذلك عند توقف تصدير النفط الجنوبي عبر الموانئ في شمال السودان. ويتخوف الاقتصاديون من أن سودان الشمال سيفقد ملياري دولار إذا ما توقف تصدير المواد الغذائية إلى الجنوب، ناهيك عن الأعباء المالية التي سوف يتسبب بها اللاجئون الجنوبيون على حدود سودان الشمال. ولقد شهدت «أديس أبابا» يوم الأحد الماضي محادثات مباشرة بين أطراف النزاع في جنوب السودان، ضمن سعي إقليمي لوقف الصراع المسلح الذي اندلع منذ ثلاثة أسابيع وأسفر عن سقوط آلاف القتلى في جنوب السودان، رغم تعهد حكومة الجنوب والجهات المعارضة بحل مشكلاتهما القائمة عبر الحوار، ولكن صوت الدبابات في «بور» المدينة الاستراتيجية لم تسمع حوار المفاوضات وأماني المتفاوضين بحل النزاع عبر الحوار السياسي. كما أن تدخل «أوغندا» بنشر قواتها داخل سودان الجنوب يعطي مدلولاً آخر عن وجود حرب نفوذ في هذه البلاد الوليدة. وحسب تقارير أممية، فإن هنالك «فظائع» تُرتكب في هذا البلد الذي وُجد على خريطة العالم قبل أقل من ثلاثة أعوام! ويزيد في تعقيد الموقف العسكري ترددُ أنباء عن «انشقاق» وحدات من قوات الرئيس «ميارديت» وانضمامها إلى معسكر عدوهِ نائب الرئيس السابق «مشار»!؟. كما أن حالة الفوضى قد أدت إلى عمليات سطو وسرقة وبث الذعر بين السكان في «جوبا» ما يتوقع نزوح آلاف من السكان إلى «أوغندا»، يُضافون إلى الـ «200 ألف» الذين نزحوا منذ اشتعال الأزمة قبل ثلاثة أسابيع. وهذا ينذر باحتمال حدوث كارثة إنسانية في تلك البقعة من العالم. هذه بداية مؤسفة لعام 2014 في هذا البلد، ويبدو أن الدولة المشطورة مؤهلة لمزيد من التشطير إذا ما استمر تدهور الأوضاع بهذا الشكل.