أشار الخبير الاجتماعي الدكتور محمد الوهيد إلى أن المجتمع يشهد تغيرا ليس في الجانب الاقتصادي فحسب بل في الجانب الاجتماعي والقيمي، لافتا إلى أن التوجيه النبوي حث على العمل والكسب من عمل اليد وذلك خير من سؤال الناس. وأضاف:»ان المتقدمين على وظائف عمال نظافة يرغبون في اكتساب عيشهم من مهنة شريفة ويدل على انفتاحهم على كل المجالات»، مستدركا بقوله:» ذلك لا يعني ان نقيد طموح الشباب في هذا الاطار بل يجب عليهم البحث عن الأفضل إذا كانت لديهم مؤهلات لذلك». فيما أرجع استشاري علم النفس الدكتور جبران يحيى قبول الشباب بهذه الوظيفة إلى وجود مؤشرات عن البطالة وحاجة الشباب للعمل أكثر من كونها وعي خاصة بأننا مجتمع نعيب بعض المهن وهو ما يؤكد حاجة الشباب الى العمل. وتابع:»هؤلاء الشباب لا يدركون الطرق المناسبة للبحث عن الفرص الوظيفية الأفضل»، مضيفا:»كان الأجدى الانتقال بالشباب للعمل في المؤسسات المتوسطة والصغيرة قبل المهن علما بأن سوق العمل والقطاع الخاص لديه فرص تجارية وصناعية ومهنية افضل». أكد عامر الغامدي احد المرشحين لوظيفة عامل نظافة أنه سيبذل قصارى جهده في العمل حال تم اختياره، قائلا:» سأعمل بكل فخر في هذه الوظيفة حتى لو نزلت للميدان ولبست « الأفرول» فطالما اخدم وطني ومجتمعي وافراد منطقتي فلا عيب في ذلك «، مشيرا إلى انه قدم على كثير من الوظائف ولم يقبل، متوقعا أن يسهم عمله في البلدية في مساعدته على تكوين أسرة. استقبلت لجنة التوظيف في بلدية غامد الزناد بالباحة نحو 150 مواطنا مؤهلاتهم الدراسية من الثانوية فما دون يتنافسون على ١٣ وظيفة شاغرة بالبلدية تحت مسمى عامل نظافة، أعلنت عنها البلدية مؤخرا. وأوضح رئيس البلدية المهندس ثامر المالكي إن هذه الوظائف على بند الاجور فئة أ وتبدأ رواتبها من ٣٠٠٠ ريال، لافتا إلى أن البلدية شكلت لجنة للتوظيف مهمتها استقبال طلبات راغبي العمل والفرز واعداد الاختبار والمقابلات الشخصية، ملمحا إلى ان الفكرة ليست وليدة اللحظة وهي موجودة في بلديات اخرى وبالفعل هناك شباب سعودي باشروا العمل الميداني في تلك البلديات، قائلا:»المنافسة الشديدة بين المرشحين دليل على تقبل الشباب السعودي للمهن والاعمال الميدانية ايا كانت». وعن طبيعة العمل قال المالكي:»إذا كان هناك عجز في العمل الاداري فسيتم سده بهذه الوظائف واذا تطلب الميدان تواجدهم فبالتاكيد سيباشرون عملهم الميداني»، لافتا إلى أن المرشحين وافقوا على العمل الميداني حال تطلب الأمر تواجدهم في الميدان. من جهته، قال عبدالرحمن علي حمياني:»على الرغم من أن هذه المهنة شريفة وتوفر مصدر دخل، إلا أن بعض أفراد المجتمع لا يتقبلون ذلك»، مشيرا أن غالبية الشباب السعودي غير مؤهل في الفترة الحالية للقبول بوظيفة تحت هذا المسمى، الا اذا كانت طبيعة العمل إدارية. وطالب بتغيير النظرة الاجتماعية لهذه المهنة خاصة أنها تصب في المحافظة على صحة المجتمع والبيئة المحيطة، لافتا إلى أن مكانة مهنة عامل النظافة الاجتماعية في بعض الدول لا تقل عن أي وظيفة اخرى.