يبدو أن أصحاب المحطات الفضائية والوكالات الإعلانية في مصر، سيركزون على إنتاج البرامج الكوميدية الساخرة والهزلية، بعدما أكدت أبحاث نسب المشاهدة أن هناك مللاً لدى الجمهور من متابعة البرامج السياسية والتوك شو، لتشهد الفترة المقبلة ظهور عدد أكبر من هذه البرامج التي تقدّم أحياناً من خلال مسرح في حضور جمهور حقيقي، مثل برنامج «وش السعد». إذ بدأ عرضه على قناة «أم بي سي مصر»، ويقدمه الفنان محمد سعد، والذي تعرّض لنقد كبير بعد حلقته الأولى التي استضاف فيها الفنانة هيفاء وهبي، وبرنامج «أعزائي المشاهدين مفيش مشكلة خالص» الذي يقدمه الفنان محمد صبحي وحقق موسمه الأول نجاحاً، خصوصاً في الحلقات التي ركز فيها صبحي على الموضوعات والقضايا الاجتماعية. الثنائي الكوميدي شادي الفونس وخالد منصور، يستعد لتقديم برنامج «ستار داي نايت لايف» على مسرح في حضور جمهور، وهي الطريقة التي تُقدَّم بها النسخة الأجنبية من برنامج SNL الذي احتفل قبل فترة قصيرة بعامه الـ40 على الهواء في الولايات المتحدة. وبعدما ابتعد الإعلامي الساخر باسم يوسف من الشاشة وتوقّف «البرنامج» الذي عرض على ثلاث قنوات في شكل متتالٍ، بدأت من «أون تي في»، ثم «سي بي سي» وصولاً إلى «أم بي سي مصر»، بدأ كثر محاولات تقليد باسم يوسف في برامجهم. وأثارت الدمية «فاهيتا» حالة من الجدل منذ بداية ظهورها في البرنامج الساخر «أبله فاهيتا»، وتباينت ردود الفعل حول شخصية «فاهيتا» ما بين مؤيد ومعارض، بخاصة أن محتواها الإعلامي أغضب كثراً وتواصلت معه شريحة عريضة من المشاهدين. ويجسّد شخصية «فاهيتا» حاتم الكاشف وشادي عبداللطيف، وهما شابان مصريان عمرهما في نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات، درسا في الجامعة الأميركية في القاهرة، وسافرا بعدها إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما، ثم عملا في مصر في إحدى شركات الإعلانات، قبل أن يكونا شخصية «أبلة فاهيتا»، وعرضا الحلقات المبدئية على «يوتيوب»، وكان أول ظهور لها في شهر نيسان (أبريل) عام 2010، بفيديو عنوانه «أبلة فاهيتا»، وكانت تتحدث فيه مع صديقتها «فايزة» أو»سوسو» كما تناديها. السبب الرئيسي وراء السرية التي يحيط بها صناع الدمية الشهيرة أنفسهم، هو اتفاق مع الشركة المنفذة للبرنامج لمصلحة قناة «سي بي سي»، ما جعل هناك إشاعات مرتبطة بالشخصية الحقيقية لـ «فاهيتا». وقامت الفنانة اليمنية أروى بتقليد الفنانات بأسلوب ميس حمدان في إطلالاتها الإعلامية المتتالية، وذلك في برنامج «الليلة مع أروى» الذي يتردد أن قناة «سي بي سي» ستوقف عرضه بعدما فشل في تحقيق ردود فعل إيجابية، ولم ينجح البرنامج في موسمه الأول في جذب المعلنين وتحقيق نسب المشاهدة المأمولة، بخاصة أن كلفته الإنتاجية كبيرة. أما برنامج «ربع مشكل»، فيستنسخ باسم يوسف بالإفيهات، لكن في شكل غير مباشر، إذ يقوم الفنان بيومي فؤاد بتقديم الإفيهات الساخرة عن بعض المشاهير أو عن بعض القضايا. وقدّم الفنان محمود عزب برنامجي «قلة مندسة» و «وش تاني»، واعتمد فيهما على التقليد وتقمّص شخصيات المشاهير، وقدّم من خلاله سياسيين وإعلاميين بطريقة ساخرة من خلال تقمّصه هذه الشخصيات ومحاولة تقليدها في شكل كبير. محمود عزب أوضح أنه يستمتع بتقديم هذه البرامج لأنها تقدم رسالة، وتجلب الضحكة للمشاهد المحاصر بكم كبير من البرامج السياسية والحوارية، وأضاف: «لا بد من تقديم جرعة كوميدية ساخرة، توضح الحالة التي وصل إليها المجتمع». وخاض الإعلامي معتز الدمرداش تجربة برنامج كوميدي ساخر هو «أخطر رجل في العالم» العام الماضي على قناة «أم بي سي مصر»، لكنه لم ينجح في جذب مشاهدين وتعرّض الدمرداش لهجوم لاذع من الجماهير والنقاد بسببه. أما برنامج «بني آدم شو» الذي يقدمه الفنان أحمد آدم، فاعتمد على طريقة الـ stand up comedy وتحاول قناة «الحياة» التي في طور تقديم موسم جديد منه، تطويره لتحقيق نجاح، بخاصة أن بعض الانتقادات توجّه له على أساس أن حلقاته متشابهة ولا تقدم جديداً وتعتمد فقط على أداء أحمد آدم. وهذا ما نفاه آدم، مؤكداً أن مجهوداً كبيراً يبذل من أجل التحضير لحلقات البرنامج التي تقدم إسقاطاً مهماً على موضوعات تشغل بال الشارع المصري. الإعلامي أكرم حسني يقدم شخصية «سيد أبو حفيظة» في برنامجه «أسعد الله مساءكم من جديد» على شاشة «أم بي سي مصر»، وهو برنامج هزلي مختلف في فكرته ومضمونه عن بقية البرامج الساخرة، بخاصة أنه يقدم استعراضات وأغاني ناجحة، تقدم إسقاطاً عن قضية مهمة ومؤثرة في حياة المصريين. أكرم حسني أكد أن البرامج الساخرة لا تهدف فقط الى إضحاك الجمهور وتسليته، بل تقدم نقداً غير مباشر لبعض السلبيات، وتفتح قضايا مهمة تشغل بال الناس، والمهم هو طريقة التناول، وكيفية رسم الابتسامة على الوجوه من دون إسفاف أو تجريح.