بعد يومين من حرصك على حضور جلسات النقاش في الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي عقد في الشارقة، بماذا تخرج؟ ما الذي تشعر بأنك تحمله بين يديك مما قيل، ومن هذا الحضور المهم لشخصيات بارزة جاءت من مختلف أنحاء العالم؟ كل ضيف مشارك في الجلسات جاء في مكانه المناسب، وكل منهم قدم نصائح من خلال تجاربه الشخصية وخبرته، خصوصاً في مجالات الاتصال والتواصل بين السلطات والشعوب حول العالم. شخصيات جلسنا نستمع إليها، تبدي رأيها في شؤون اللاجئين، في السياسة، التطرف والإرهاب، في سبل التواصل لتحقيق السلم والأمن للجميع، فهم الآخر، مواجهة التطرف، صناعة الثقافة.. شخصيات جاءت تحكي عن ذاتها، وتقدم أفكارها، من أجل أن تستفيد المجتمعات ويستنير الأفراد، علّنا نحقق تقدماً حقيقياً في أساليب الاتصال والتواصل. كثيرة هي القضايا التي تم تداولها، وكثيرة هي المحطات المهمة التي يجب أن نتوقف عندها والتي تصلح أن تكوّن صورة المستقبل، والخطة التي تسير عليها أيّ دولة تسعى إلى مواكبة التطور، وإسعاد شعبها، والحفاظ على أمنها واستقرارها. سمعنا حكايات كفاح أبطالها أشخاص عاديون، وسمعنا عن معاناة لاجئين. في دولة الإمارات نماذج حيّة للتواصل الحقيقي بين القادة والشعوب. وتعوّدنا أن يكون صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على السمع، يتابع برامج البث المباشر عبر الأثير ويتصل شخصياً بالإذاعة ليحل مشكلة معينة، أو يصوّب خطأ. إنما التواصل لا يقتصر على دور الحاكم ومدى تواصله مع الناس، بل هناك مؤسسات حكوميّة ومجتمعيّة معنيّة أيضاً بتحقيق التواصل، ولعب دور مهم في فهم متطلبات العصر، وكيفية الوصول إلى الشباب أولاً، لأنهم هم الأساس، ولأن كل العالم بات عبارة عن كتلة من صناع المستقبل. خلال جلسة في اليوم الثاني للمنتدى، بدأت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق، كلمتها بوصفها للهاتف الخلوي بأنه العالم بين يديك. وختمت بأهمية تعزيز ثقافة الانفتاح والتسامح لدى الشباب، وفي الوقت نفسه تعزيز ثقافة الانتماء، وهي مسألة صعبة وتحتاج إلى جهد. نعم المهمة صعبة لأن العالم الذي أصبح بين أيدينا قد يجرف الشباب إلى حيث لا نريد، إذا لم يكونوا محصّنين ومدركين لمعنى الوطن والهويّة والانتماء، وإذا لم نتواصل معهم باستمرار، ونسمعهم، وندفعهم لتحقيق ذواتهم. للتواصل أوجه عدة، لكن الأساس الذي يقوم عليه التواصل هو الحوار وتقبّل الآخر، والإصغاء. فمتى توفرت هذه المواصفات والشروط، تحققت السعادة وتجاوزت المجتمعات والدول أزماتها. marlynsalloum@gmail.com