لا توجد دولة عربية أو غير عربية قدمت مساعدات لليمن مثلما فعلت المملكة العربية السعودية حتى في أحلك الظروف! وبفضل المساعدات السعودية بشكل خاص والخليجية على وجه العموم استطاعت اليمن أن تُقيم بنية أساسية لم يكن لها سابق وجود في حين كانت دول أخرى قادرة على مساعدة اليمن تنظر إلى الخريطة كما لو لم تكن اليمن موجودة وكما لو أن الشعب اليمني مشطوب من قائمة الشعوب التي تستحق الدعم والمساعدة. في المقدمة كانت إيران التي لم تقدم شيئاً ذا فائدة لليمن في يوم من الأيام، لكنها جاءت في غفلة من الزمن مستغلة اضطرابات سياسية معروفة وما سبقها من إرهاصات كي تدس أنفها في الشأن اليمني من أجل تحقيق غايات سياسية وأيديولوجية ليس من بينها ما يحقق أياً من المصالح العليا لليمن وشعبه. هذا ما فعلته إيران عندما تحالفت مع الحوثيين وصنعت فصلاً مأساوياً جديداً في القصة اليمنية الطويلة! كان الشعب اليمني يحلم بأن ينفض عن كاهل الوطن غبار التخلف والفساد الذي تكدس على مدى عشرات السنين من حكم علي عبدالله صالح حينما خرج الشعب إلى الشوارع متظاهراً ضد النظام القائم آنذاك ومطالباً بقيام نظام وطني جديد يلبي تطلعاته المشروعة. وكان بالإمكان أن تتطور الأحداث وتصل باليمن إلى آفاق الأمل المنشود الذي ضحى الشعب من أجله، إلا أن الحوثيين الذين يفتقرون إلى أي شرعية ولا يمثلون أي ثقل سكاني أو حزبي حقيقي في اليمن قفزوا إلى المركب لاختطاف ثمار الهبَّة الشعبية وتغيير المسار وذلك بالتحالف مع إيران التي كانت غائبة دائماً في مجال المساعدات الإنسانية والاقتصادية لليمن وحاضرة في كواليس وضع خطط الفتنة لتحويل اليمن إلى قاعدة تُنَفِّذ من خلالها طموحاتها السياسية والعسكرية حتى لو كان ذلك على أشلاء الشعب اليمني وإثارة النعرات المذهبية والقبلية والمناطقية. وقد كانت السعودية تتعامل مع تطورات الأحداث بصبر وأناة إلى درجة حيَّرت الأصدقاء والأعداء في آن واحد! وعندما وصل الحوثيون إلى مشارف عدن، وتبيَّن للسعودية أن اليمن ستضيع في فوضى العبث الحوثي الإيراني قررت أن تضع حداً لتلك الكارثة المأسوية التي كانت تبدو أحياناً كما لو كانت مهزلة حقيقية!. نحن نعرف كيف سارت الأحداث بعد ذلك، وكيف تم رد الحوثيين على أعقابهم وإعادتهم إلى جحورهم رغم التكتيكات الإجرامية التي استخدموها عندما تمترسوا خلف التجمعات المدنية السكانية وفي المدارس والمستشفيات والمنشآت والأجهزة الحكومية. ونعرف كيف أراد علي عبدالله صالح أن ينفخ الروح في جسدِ نظامه الميت الكسيح متحالفاً مع الحوثيين في صفقة خاسرة لا يجمع بين بنودها سوى العداء المشترك للسعودية!. كل ذلك والسعودية مستمرة في تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للشعب اليمني المكلوم، وكل ذلك رغم أن الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح تعيق تقديم المساعدات للشعب اليمني!!.. سوف ينجلي كل ذلك في مستقبل قريب إن شاء الله وفق ما يجري من تقدم لقوات الشرعية واندحار للحوثيين وقوات علي عبدالله صالح، لكن التاريخ سوف يسجل أن إيران والحوثيين وعلي عبدالله صالح وكل من وقف معهم من المؤدلجين والمذهبيين في العالم العربي قد جروا اليمن إلى تلك اللعبة القاتلة وإن السعودية وقفت بإباء وقدمت التضحيات لحماية اليمن والجزيرة العربية من ذلك العبث الذي كان يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على حاضر الأمة العربية بأسرها وعلى مستقبلها لسنين طويلة قادمة.