مشكلة العرب أنهم يندفعون وراء الصوت الأعلى، يبحثون عن النصر المعنوي، حتى وإن شكوا في حقيقته. اندفع العرب وراء ما سمي ظلما بحزب الله، أكبر كذبات الحزب كانت في عام 2006، عندما وقع كثير ممن كانوا ينظرون للحزب بعقلانية في فخ تصديق الحرب التي افتعلها مع العدو الإسرائيلي. حرب اعترف بعدها رئيسه بأنه افتعلها، وأنه تمنى أنه لم يفعل بسبب انكشافه الحقيقي أمام العالم الذي كان يعتقد أن الحزب مبني على شيء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، وكأنه بيت العنكبوت التي اتخذت بيتا، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت. الأذكياء من عملاء الحزب والمتربحون من تخريبه ما زالوا يصدحون ويصرحون بالويل والثبور لكل دول الخليج. يسير في ركبهم وفي مقدمهم العنصريون المذهبيون الذين يقتلون أبناء شعوبهم لمجرد اختلاف الاسم أو المذهب أو حتى الحي الذي ولدوا فيه. أشخاص يعتبرون دول الخليج إرهابية، وهم يتمنون في دواخلهم لو أنهم ينتمون إلى هذه الدول العظيمة بأخلاقها وقياداتها واحتوائها لكل الناس وكل الفئات دون كراهية ولا عداوة مبنية على الإرث التاريخي أو اختلاف الرؤى. هؤلاء المجرمون الحقيقيون يسرون في ركاب إيران لأنهم أكثر غباء مما توقعته إيران. إن الانتماء العربي هو الذي يثير حفيظة إيران، ولن ترتاح إيران حتى تقتل العرب كلهم شيعيهم قبل سنيهم، لكن هوى النفس والانتماء الأعمى لا يسمح لهؤلاء برؤية الحقيقة الواضحة حتى لدى الدول الغربية التي أعلنت أكثر من مرة أن القتل في العراق وسورية جريمة عرقية وليست مذهبية كما يعتقد مروجوا المذهبية في البلدين. ستتضح الأمور لمن ما زالوا تحت المخدر الإيراني والعناصر التي يمثلها الحزب، الذي يقتل شعب لبنان وسورية بأوامر الولي الفقيه. المؤلم أنه قد تتضح الأمور في وقت لا ينفع معه العودة عن الغي، ولا يسمح الغرور لصاحبه بالاعتراف بأن "العربان" كما يحلو للبنانيين أن يسموننا كانوا على حق. المهم اليوم أن المملكة ودول الخليج العربي والدول العربية الشقيقة كشفت الوجه القبيح لعملاء إيران في المنطقة، وويل لمن تسول له نفسه أن يتحدث بخير عن هذا الحزب المجرم، فأنا أول من سيبلغ عنه السلطات ليتعلم معنى أن يقف مع مجرم قاتل مجوع للأطفال والنساء والشيوخ.