رغم حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وهو الأكبر بين أي بلدين. ورغم قوة كل منهما، إلا أن الكثير من المراقبين العسكريين يسأل إن كان ثمة خلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. وأنا لا أتحدث هنا عن خلاف في وجهات النظر ولكن أتحدث عن مواجهة عسكرية واضحة بدأت على إثرها أمريكا بتحريك قوة بحرية مكونة من مجموعة بحرية ضاربة (سترايك فورس). ففي الآونة الأخيرة بدا وكأنه غزو أمريكي لبحر الصين الجنوبي. فقد تواجدت قوة مكونة من حاملة الطائرات (جون ستينس) ومعها مدمرات وبارجات وسفن قيادة وبالطبع توجد تحت هذه القوة غواصات نووية لها قدرة تدميرية فائقة. وحسب ما ذكرته المصادر البحرية الأمريكية فإن تواجدها هناك يرجع إلى كون المياه في ذلك البحر بها حدود بحرية متنازع عليها إضافة لقيام الصين في الفترة الأخيرة بوضع وحدات عسكرية في تلك المنطقة. ومع أن البحرية الأمريكية كانت متواجدة في تلك المياه منذ عقود، إلا أن الوضع الحالي يختلف تماما خاصة بعد التصريحات الرسمية حيال تغير التوجه الأمريكي لمناطق يرى أنها بدأت تكتسب أهمية خاصة بعد أن قامت الصين بالتوسع في منطقة تعتبرها الولايات المتحدة مناطق نفوذها واستثماراتها. وفي نفس الوقت قامت الصين بتحديث قواتها العسكرية عبر إجراءات كانت غير متوقعة مثل تخفيض عدد جنودها ولكن بتغيير نمط التدريب وتغيير بعض المفاهيم فيما يخص التكنولوجيا في التعامل مع الحروب الحديثة. ولكن هل كان الأمر مفاجأة في التحرك الأمريكي الأخير؟ ما حدث هو أنه وقبل 4 سنوات قامت الصين بزيادة نشاطها العسكري من خلال السيطرة على مناطق مائية مغطاة (حيد بحري) يعتبر تابعا للفلبين. ولو تم ضم هذه المناطق إلى الصين فسيكون ذلك خطوة لضم أراضٍ متنازع عليها وسط ممرات مائية تمر من خلالها تجارة تقدر بخمسة ترليونات من الدولارات سنويا. ومن يسيطر على هذه المناطق يزيد من نفوذه السياسي والاقتصادي والإستراتيجي. وفي كل عام هناك حوارات بين ماليزيا وتايوان وبروناي والفلبين وفيتنام فيما يخص أحقية كل دولة على جزء من المسطح المائي. ولكن الأغرب في الأمر هو أن المناورات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 2014م مع اليابان رأت مشاركة فعالة من الهند. وسيتم لاحقا إجراء مناورة بنفس القوة ستكون أيضا كوريا الجنوبية طرفا فيها في وقت يزيد الشد والجذب بين الكوريتين. وتواجد الهند في مناورات بحرية مع أمريكا مع أنها كانت إلى فترة قريبة ليست من ضمن المعسكر الأمريكي وغياب باكستان عن هذه المناورة يعكس ما قاله الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن الشأن الداخلي لباكستان وتقييمها كدولة تتنازعها صراعات داخلية في توجه واضح لوضع الهند تابعة لدائرة النفوذ الأمريكي. وبهذا فكل المراقبين السياسيين والعسكريين ينتظرون ماذا ستسفر عنه الأحداث في السنوات القادمة بعد أن أعلنت أمريكا صراحة أن إستراتيجيتها القادمة ستكون السيطرة على الشرق الآسيوي ولكن هل ستقف الصين مكتوفة الأيدي؟