مقولة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل، بأنه «في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم، ولكن يوجد مصالح دائمة»، هي فعلاً مقولة صحيحة ومتبعة في السياسة والعلاقات الدولية. تذكرت هذه المقولة عندما اطلعت على حوار الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع مجلة أتلانتيك، والذي اتهم فيه السعودية بنشر التطرف في العالم، وبرأ تقريباً إيران من ذلك.!!، والمضحك في تبرئة أوباما لإيران من التطرف والإرهاب، أنه جاء مع إصدار محكمة أمريكية في نيويورك، وليس محكمة في دولة أخرى، حكمها بإدانة إيران بمسؤوليتها عن هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١م، وتعويض أسر ضحايا الهجمات بمبلغ قدره (١٠،٥) مليار دولار أمريكي، وذلك بعد أن عجزت عن إثبات براءتها في مساعدة الإرهابيين بالقيام بتلك العملية الإرهابية. كأن الرئيس الأمريكي الآن لا يرى التاريخ الأسود لإيران مع الإرهاب، خصوصاً مع أمريكا ذاتها، والذي بدأ منذ الثورة الإيرانية واسقاط حكم الشاه في عام ١٩٧٩م، حيث قامت مجموعة من الطلاب الإسلاميين في إيران باقتحام السفارة الأمريكية أو سفارة «الشيطان الأكبر»، كما سموها، دعماً للثورة الإيرانية واحتجزوا عدداً من الأمريكان لمدة (٤٤٤) يوماً، لتصدر إيران ثورتها، وفقاً لدستورها، وتقوم بدعم الجماعات الإرهابية والإرهاب في شتى البقاع، واستهدفت مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في كل مكان، على مدار السنوات التي تلت الثورة، سواء كانت عن طريقها مباشرة أو عن طريق عملائها من حزب الله وغيره من الميلشيات والجماعات الإرهابية، حيث استهدفت، من ضمن العديد من العمليات الإرهابية، ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في لبنان عام ١٩٨٣م، وغيرها من العمليات التخريبية الأخرى بعد ذلك. ليس هذا فحسب، بل إن إيران قامت بدعم الجماعات المسلحة وتدريبها في العراق، وذلك بعد الغزو الأمريكي له عام 2003م، لغرض إنهاك القوات الأمريكية من خلال خوض حرب استنزاف، وذلك لإذلال الولايات المتحدة في العراق وإجبارها على الخروج من المنطقة مهزومة، وذلك وفقاً لتقرير صادر من معهد واشنطن للدراسات. ناهيك عن برنامج إيران النووي لتهديد جيرانها، وتدخلاتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن لمد نفوذها وزعزعة أمن المنطقة. كل ذلك الإرهاب الإيراني تغافل عنه الرئيس الأمريكي من أجل المصالح الجديدة مع إيران، وهاجم حلفاء أمريكا في دول الخليج، وخصوصاً المملكة العربية السعودية التي ربطتها صداقة مع أمريكا منذ (70) عاماً، منذ اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي روزفلت في 14 فبراير 1945 على متن سفينة حربية أمريكية في قناة السويس. ولكننا عندما نرى هذا الانحياز الأمريكي الآن لإيران، من أجل مصالحها، ونكران ومهاجمة حليف قديم كالسعودية، فذلك دائماً يجب أن يذكرنا بمقولة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل في العلاقات الدولية، وعدم دوام الأمور على حالها!. q.metawea@maklawfirm.net