كشفت نتائج استبيان مدى رضا طلبة أبوظبي عن التعليم في مدارسهم، أن نحو 25% من طلبة الحلقة الثالثة في المدارس الحكومية والخاصة، يطمحون إلى العمل معلمين مستقبلاً، فيما أكد مجلس أبوظبي للتعليم حرصه على تشجيع الطلبة على الالتحاق بالتخصصات الحيوية التي تخدم خطط الدولة وتطلعاتها، ومنها توطين التعليم. وتفصيلاً، بينت نتائج الاستبيان التي أعلنها المجلس، أخيراً، أن 30.8% من طلبة الحلقة الثالثة في المدارس الحكومية، يطمحون إلى العمل معلمين، فيما أشار إلى هذا الطموح 18.8% من طلبة الحلقة الثالثة في المدارس الخاصة. وأوضح المجلس أن الاستبيان وجه للطلبة من الصف الخامس حتى الثاني عشر، وشارك فيه أكثر من 52 ألف طالب وطالبة، يدرس 25% منهم بالحلقة الثالثة. وقد تجاوزت نسبة المشاركة في بعض المدارس 70%، مشيراً إلى أن 51% من الطلبة المشاركين كانوا من الإناث. %52 من إجمالي المعلمين مواطنون أفادت إحصاءات صادرة عن مجلس أبوظبي للتعليم، بأن نسبة المعلمين المواطنين والمواطنات في مدارس مجلس أبوظبي للتعليم، بلغت 52% من إجمالي المعلمين في المدارس الحكومية، بزيادة تعادل نحو 5% على الأعوام السابقة، فيما بلغت النسبة في الوظائف الإشرافية والقيادية نحو 81%، وبلغت في الوظائف المساندة 100%، لافتاً إلى أن إجمالي المعلمين المواطنين في المدارس الحكومية يبلغ 7429 مواطناً مقابل 6811 مقيماً، وتشكل الإناث نحو 85%من إجمالي المواطنين. وأكد الطلاب عمر الزيدي، وماجد علي، ومحمد الصالح، أنهم يرغبون مستقبلاً في الالتحاق بتخصصات علمية تؤهلهم للعمل معلمين، مثل تخصص الفيزياء بجامعة السوربون، أو الرياضيات بجامعة الإمارات، وذلك للإسهام في تطوير التعليم. وأكد الطلاب أنهم تلقوا إرشاداً أكاديمياً أظهر لهم أهمية مهنة التعليم، ودورها في إعداد المجتمع، ونقله إلى درجات أعلى من الحضارة والرقي. وأشار الطلاب إلى أن أكثر العوامل التي تدفع الطلبة إلى عدم الالتحاق بتخصصات جامعية تؤهلهم للعمل معلمين مستقبلاً، تتلخص في كثرة المتاعب والأعباء التي تلقى على عاتق المعلم، ونظرة قطاع من المجتمع للمعلمين على أنهم أقل اجتماعياً من بعض المهن الأخرى، ورغبة كثير من الشباب في عدم تحمل مسؤولية إدارة صف والتعامل مع أعداد كبيرة من الطلاب، بجانب مقارنة البعض للمزايا المادية لمهنة المعلم، مع مهن أخرى أقل منها في المجهود وتتفوق عليها مالياً. وأشارت الطالبات مهرة حامد، وفاطمة خميس، ونوال البلوشي، ومريم عمران، إلى أن مهنة التدريس من أنسب المهن للمرأة، لأنها تشعرها بالأمومة، إضافة إلى ما فيها من عطاء يتناسب مع شخصية المرأة الإماراتية، مشيرات إلى أن أكثر من يشجعهن على العمل مستقبلاً في التدريس، هن المعلمات المواطنات اللاتي درّسنهن وتعلمن منهن، وأصبحن قدوة لهن. وأشرن إلى أن النظرة إلى المعلمة في المجتمع تختلف عن النظرة للمعلم، إذ تلاقي المعلمة كل إجلال، فالمجتمع ينظر إليها على أنها الأم الثانية أو الشقيقة الكبرى للطالبات، ولا ينظر إلى الجوانب المالية كثيراً، ما يشجع على العمل في التعليم. من جانبه، أكد مجلس أبوظبي للتعليم سعيه لاستقطاب المواطنين للعمل ضمن الهيئات التربوية والإدارية والفنية في المدارس، وتشجيع الطلبة على الالتحاق بكليات التربية، والتخصصات التي تمكنهم من العمل في التدريس، في إطار الجهود الرامية لتنفيذ أحد أهدافه الاستراتيجية المتعلقة بزيادة معدل التوطين في مدارس أبوظبي، والمساعدة على الارتقاء بمكانة المعلم، ورفع قدر مهنة التدريس. وكان المجلس قد نفذ العام الدراسي الماضي خمس مبادرات لاستقطاب المواطنين وتأهيلهم للعمل في المدارس، منها مبادرة إعداد الخاصة بإعداد وتأهيل وتمكين المواطنين للعمل في وظائف التدريس، ومبادرة دمج المواطنين لتدريس الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية، ضمن مشروع النموذج المدرسي الجديد لتدريس الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية في مدارس المجلس من خريجي كلية الإمارات للتطوير التربوي في مختلف المراحل الدراسية. وتضمنت بقية المبادرات، مبادرة برنامج جامعة فاندربلت لتأهيل تمكين القيادات المواطنة في وظائف القيادة المدرسية من خلال برنامج البعثات الدراسية، ومبادرة برنامج كياني لاستقطاب خريجات مشروع برنامج كياني من مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، وبرنامج مساعد المعلم من كليات التقنية العليا، للعمل مساعد صف للاحتياجات التعليمية الخاصة، إضافة إلى مبادرة علّم لأجل الإمارات التي نفذها المجلس بالتعاون مع مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، وبالشراكة مع منظمة التعليم للجميع الأميركية، بهدف اجتذاب أفضل خريجي جامعات الدولة من جميع التخصصات للتعليم في المدارس الحكومية لمدة عامين بعد تخرجهم.