حرك اليوم العالمي للسعادة الذي أعلنته الأمم المتحدة أمس جانب التندر لدى العديد من السوريين، وذهبوا إلى أبعد حدود الطرفة بالدعوة إلى إزالة اسم سعيد من قائمة الأسماء المتداولة في المجتمع السوري، ليخرج سعيد من الآن فصاعدا -حتى تضع الحرب أوزارها- من دائرة الأسماء السورية. سعيد السوري من مدينة درعا، يجسد التناقض الواقعي بين السعادة المفترضة، فقط في أروقة الأمم المتحدة، وبين التعاسة التي يعيشها الشعب السوري على مدار خمسة أعوام بالتمام والكمال. فقد سعيد كل ما يملك حين دخل جيش نظام الأسد إلى مدينته ليحرق الأخضر واليابس، ولجأ بعد ذلك إلى حمص، ودارت الدائرة لتنتقل شرارة الاحتجاجات إلى حمص ليخرج بعدها سعيد إلى دير الزور في أقصى الشرق. عمت الاضطرابات كل أرجاء سورية وقذفت الأوضاع بـ «سعيد» وعائلته إلى أقصى الشرق على الحدود السورية - العراقية ظنا أنه المكان الأكثر أمنا، لكن التعاسة لاحقت سعيد أينما حل، إذ يسيطر تنظيم داعش الإرهابي على المدينة، وحول حياة سعيد وغير سعيد إلى أدنى درجات التعاسة.. انتهى المطاف بسعيد إلى القناعة أن التعاسة هي الصديق الدائم. هناك الملايين من السوريين على نمط «سعيد» التعيس، يلاحقه البؤس في كل مكان.. وربما يضطر إلى تغيير اسمه للتخلص من حالة التناقض.