الرياض حسين الحربي شدد المخرج المسرحي علي السعيد، على أن المسرح ليس جديداً على محافظة عنيزة، موضحا أنها قدمت أول مسرحية مدرسية في تاريخ المملكة قبل أكثر من خمسين عاماً، وقدمت مسرحيين ساهموا في بدايات الحركة المسرحية السعودية. وقال السعيد في حديث لـ «الشرق»: في عام 1384م شهدت عنيزة عرض أقدم مسرحية مدرسية في تاريخ المملكة، من خلال المدرسة الأهلية التي أسسها المعلم صالح بن صالح -رحمه الله-، وكانت بعنوان «مناظرة بين جاهل ومتعلم»، مثّل دور المتعلم فيها إبراهيم المحمد الواصل، ودور الجاهل إبراهيم العلي الصويان -رحمه الله-. وذكر أن عنيزة شهدت في مطلع السبعينيات الهجرية ظهور الموهبة التمثيلية العبقرية عبدالعزيز الهزاع، الذي ساهم في تأسيس الحركة الدرامية السعودية بشكل عام، سواء في مجال المسرح أو الإذاعة والتليفزيون، بالإضافة إلى عدد من أبناء عنيزة الذين ساهموا مساهمة فعالة في بدايات الحركة المسرحية في المملكة، مثل الإخوة حمد وأحمد ومحمد العبدالرحمن الهذيل، وحمد المزيني. وأشار السعيد إلى أن عنيزة المدينة شهدت في أواخر الثمانينيات وحتى أواخر التسعينيات الهجرية تنافساً مسرحياً شديداً بين ناديي النجمة والعربي من خلال الحفلات المسرحية التي تقدم فيهما، فبرز عديد من المواهب والكفاءات التمثيلية التي لا يزال أهالي المحافظة يذكرونهم بإجلال وتقدير. وتطرق السعيد إلى قصة تأسيس فرقة عنيزة المسرحية في عام 1997م، وقال: تم إنشاء الفرقة باسم فرقة عنيزة المسرحية، وبدأنا بإنتاج أول عمل مسرحي لهذه الفرقة، وكان عنوانه «القوس قبل الغوص». وفي عام 1998م تم توأمة الفرقة مع أنشطة إدارة التعليم في عنيزة، بهدف تنمية المسرح المدرسي؛ حيث رغبت الإدارة في ألا يقتصر نشاطها المسرحي والثقافي على المحيط المدرسي فقط، ورأت أن ينفتح هذا النشاط على المجتمع في المحافظة، وأن يمتد عطاء الفرقة إلى فضاءات أوسع، منوها بمشاركات الفرقة في تمثيل المحافظة في الفعاليات المسرحية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، في أربعة مواسم متتالية بمسرحيات «استراحة دوت كوم»، «عليهم عليهم»، «أرنب نط»، و»العصفور»، وبمشاركتها في مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل في تونس 2003م، الذي عرضت فيه مسرحية «أرنب نط». واختتم السعيد حديثه بقوله إن المسرح في المحافظة لم يقف عند ذلك الحد، بل إن فرقة عنيزة المسرحية أصبحت في عام 2009م أول فرقة مسرحية سعودية تحصل على تصريح رسمي من جمعية المسرحيين السعوديين، وسعى أعضاء الفرقة لافتتاح فرع للجمعية في عنيزة، فكان لهم ذلك؛ حيث افتتح أول فرع للجمعية في المملكة، «وحصلنا على مقر لفرع الجمعية من مركز صالح بن صالح الاجتماعي؛ حيث وفرت الأمانة العامة للجمعية الخيرية الصالحية كافة التسهيلات لنا»، بل وزادوا في ذلك أن تبنوا تكاليف الأعمال المسرحية التي أنتجتها الفرقة حالياً، مثل مسرحيات: «لا طبخ ولا شوي»، «العصفور»، «ثعلوب وأرنوب»، و«سراب».