أدى تفجير انتحاري اليوم (السبت) استهدف ميدان تقسيم وسط مدينة إسطنبول، الى مقتل 5 أشخاص بينهم 3 اسرائيليين وإيراني، وإصابة أكثر من 36 بينهم 12 سائحاً أجنبياً هم ستة اسرائيليين وايرلنديان وايسلندي وايراني وألماني واماراتي، وبعضهم في حال الخطر. ووقع الاعتداء الانتحاري على جادة الاستقلال التجارية الشهيرة، وبالقرب من فرع الادارة المحلية لحي بيوغلو. واوردت وسائل اعلام تركية ان ثلاثة اسرائيليين وايراني قتلوا في الاعتداء. وأوضحت شبكة «سي ان ان تورك» أن الضحايا الاسرائيليين هم سمحا سمعان دمري (60 عاماً) ويوناثان سوهر (40 عاماً) وافراهام غولدمان (70 عاما) والايراني يدعى علي رضا خلمان (لم يحدد عمره). ولم تعلن اي جهة تبنيها للاعتداء على الفور الا ان الصحافة الرسمية نسبته الى تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). وقال مسؤول كبير إن النتائج الأولية تشير إلى أن جماعة تابعة لـ «حزب العمال الكردستاني» نفّذت الهجوم الانتحاري في اسطنبول. وأضاف أن «الشرطة منعت المهاجم الانتحاري عن هدفه الأصلي، ما دفعه الى تفجير القنبلة بدافع الخوف». وتابع: « السلطات التركية اعتقلت أو قتلت 3 مسلحين لحزب العمال الكردستاني عبروا من سورية لشن هجمات»، مشيراً إلى أن «هناك جهوداً جارية على الحدود مع سورية ومناطق أخرى لاعتقال مسلحين يخططون لشن هجمات». لكن مسؤولان تركيان قالا إن الأدلة تشير إلى أن المهاجم ينتمي على الأرجح لـ «حزب العمال الكردستاني» المحظور أو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وكانت مروحية تحلّق فوق المنطقة التي أرسلت إليها الشرطة خبراء متفجرات، وفق الشبكات التلفزيونية. وقال حاكم اسطنبول، إن الإشاعات عن وقوع هجمات في أماكن أخرى في المدينة غير صحيحة، وإن السلطات التركية تواصل التحقيق في التفجير الانتحاري. وأدلى الحاكم واصب شاهين بهذه التصريحات للصحافيين، وأذاعتها شبكة «سي أن أن تورك» على الهواء. ونددت الولايات المتحدة بقوة بـ«الاعتداء الإرهابي المروع»، وتعهدت الوقوف الى جانب تركيا، وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان أن «الولايات المتحدة تتضامن مع تركيا حليفتنا في الحلف الاطلسي في التصدي لتهديد الارهاب المشترك». واضاف أن «هذا الاعتداء المروع هو الأخير ضمن سلسلة أعمال عنف لامبرر لها، تستهدف أبرياء في مختلف أنحاء تركيا من مواطنين وزوار أجانب»، موضحاً أن واشنطن «ستظل على اتصال وثيق مع السلطات التركية خلال التحقيق». ودان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي بدأ زيارة إلى تركيا اليوم، هجوم اسطنبول «الإرهابي» الذي يكشف «الوجه القبيح للإرهاب». ودان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرو التفجير، وقال في بيان: «أدين بشدة هذا الهجوم الخسيس والجبان الذي تسبب في مقتل عدد من الناس»، مضيفاً أن باريس تتضامن مع تركيا. ومع اقتراب رأس السنة الكردية «النوروز» في 21 آذار (مارس) الجاري، يخشى الجميع وقوع اعتداءات في تركيا. والبلد في حال الإنذار القصوى منذ العام الماضي، إثر عملية انتحارية أوقعت 103 قتلى في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أمام محطة القطارات الرئيسة في أنقرة، ونسبته السلطات التركية الى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). ووقع اعتداء بالسيارة المفخخة الأحد الماضي، أسفر عن 35 قتيلاً في قلب العاصمة التركية، بعد اعتداء مماثل في 17 شباط (فبراير) الماضي، أوقع 29 قتيلاً وسط أنقرة أيضاً. وتبنت مجموعة «صقور حرية كردستان» المقربة من «حزب العمال الكردستاني» الاعتداءين، معلنة أنهما رد على الحملة العسكرية التي تشنها القوات التركية من جيش وشرطة في عدد من مدن الأناضول جنوب شرقي تركيا، حيث أكثرية من الأكراد.