مقالتي اليوم تندرج كلها وعلى بكرة أبيها تحت اسم: (يا غافل لك الله). فمثلاً وقبل مدة عندما كنت أقود سيارتي خلف سيارة صغيره جدًا من نوع (فيات 500)، وإذا بعيني تقع على لافتة ملصقة بالخلف كتب عليها، للبيع أو التبني. واحترت في هذا الإعلان العجيب، خصوصًا ما يتعلق بالتبني، فأنا أفهم وأستوعب أن يتبنى أحدهم ولدًا، أو حتى كلبًا أو قطًا أو جحشًا، ولكن أن يتبنى سيارة فهذا هو ما لا يخطر على بالي، عمومًا تركته يمضي في حال سبيله، وأنا أفكر في من يقبل أن يتبناني. وبما أننا ما زلنا في خضم السيارات والإعلانات، فقد قرأت لأحدهم عندما قال: اعتدت أن أقود سيارات الشركة التي أعمل وكيلاً لها، وكانت الشركة تضع غالبًا إعلانات في مؤخرة كل سيارة، وحدث يومًا أن استعارت زوجتي السيارة لتذهب إلى أحد المتاجر، وعندما عادت بعد ساعة، قالت لي إن كثيرين من السائقين الرجال كانوا ينظرون إليها ويبتسمون طوال الطريق دون أن تدري السبب. وعندما نظرت إلى مؤخرة السيارة، وجدت إعلانًا كبيرًا كتب عليه: «إنني لن أكلفك كثيرًا كما تظن، جرب وستستمتع». وحال هذه المرأة من وجهة نظري أهون من حال امرأة أخرى عندما قالت: بعد أن انتهى طبيب الأطفال من إجراء الفحص الروتيني لطفلتي التي لم تتجاوز العامين من عمرها، أعطاها بالونًا صغيرًا، وفي طريق عودتنا إلى المنزل توقفت لشراء بعض الحاجات من متجر كبير للبقالة وسرعان ما انطلقت ابنتي تجري في أنحاء المتجر بعد أن تركت بالونها معي، الذي كنت ممسكة بخيطه ورافعة فوق رأسي. ومضت خمس عشرة دقيقة قبل أن أدرك السبب الذي جعل كل شخص يلتقي بي يحدق في وجهي ثم يقهقه ضاحكًا، فقد كنت وقتها في حالة حمل واضح في شهري السابع، وكان البالون الذي أحمله مكتوبًا عليه: لقد أعطاني طبيبي هذا البالون لأنني كنت شاطرة وأسمع الكلام. أما الحادثة التي لن (تترقع) فسمعتها من أحد معارفي الذي قال: عندما كنت في (كليفلاند)، بأميركا، أدخلت والدتي وعاملتي المنزلية المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية عليهما، ومعروف أن من يخضع للفحوصات يجردونه من كامل ملابسه ليرتدي (روبًا) مفتوحًا من الخلف اللهم إلاَ من رباط صغير. وفي ثاني يوم ذهبت للمستشفى للاطمئنان عليهما، ولم أجدهما في الغرفة. وصعقت عندما شاهدتهما من بعيد وهما تتمشيان وتتمخطران بكل براءة (بالكورادور)، وكل من يشاهدهما كان يضحك رغمًا عنه، بل إن هناك من صورهما بالجوال من الخلف. إذ إنهما كانتا ما شاء الله من الأوزان الثقيلة جدًا، و(الروب) المفتوح لا يستطيع أن يغطي كل شيء. فركضت ولحقت بهما طالبًا منهما التستر والرجوع في الحال إلى الغرفة، خوفًا من ازدياد الفضيحة.