تتجاور بوابات معرض الرياض الدولي للكتاب التي تحمل أسماء بوابات شهيرة تحيط بالرياض التاريخية لتفضي مباشرة إلى ممرات حملت بدورها أسماء شوارع رئيسة كـ(المصمك والصفاة والثميري ودخنة -المعروف الآن بشارع الشيخ محمد بن عبدالوهاب)، في محاكاة جغرافية تنظيمية تستلهم تاريخا عريقا على أرض معرض الكتاب وبين جنباته مقدمة للزائر رحلة تاريخية افتراضية لا تقل في جمالها عن رحلته الثقافية بين أروقة الكتاب. البوابة أو الدروازة كما تعرف قديما من المعالم الرئيسة لسور المدن التاريخية، ولا يزال بعض الأسوار أو أجزاء منها باقية في كثير من العواصم والمدن العالمية، ومدينة الرياض شأنها في ذلك شأن مثيلاتها في سائر أنحاء العالم شيدت لنفسها سورا حصينا كان الأهالي يسمونه الحامي الغرض منه صد غارات المعتدين. كما تقود بوابة الثميري في معرض الكتاب الزوار لبهوه الأكبر بسجادته الحمراء، حيث يلتقي الإعلاميون بالزوار كنقطة التقاء فسيحة اعتاد على اختيارها الزائرون طوال سنوات إقامة المعرض. أما اللفتة الثانية على مستوى المحاكاة المميزة جغرافيا وثقافيا من قبل المنظمين، فقد تجلت باختيار الصالة الخامسة الإضافية والمنفصلة عن باقي الصالات لتحمل اسم صالة المربع، في إشارة إلى قصر المربع الذي أمر الملك عبدالعزيز في أواخر عام 1355هـ بإنشائه ضمن مجمع من القصور خارج أسوار الرياض التاريخية في أرض المربع تحديدا. وفي هذه الصالة تحديدا يجتمع معرض ذاكرة الرياض بصوره النادرة، ومنطقة توقيع الكتب الجديدة، اللذان شيدا بطريقة مميزة تحاكي طريقة البناء في تلك الفترة، حيث يتكون قصر المربع من طابقين بنيا على الطريقة التقليدية. يبقى أن هناك إحياء تراثيا ومعماريا تجلى أيضا في جدارية كتاب الرياض التي تجاوز طولها الـ 100 متر برعاية مؤسسة التراث، وتحيط بصالات المعرض في عرض مصور يعزز ما بقي من هذه الآثار ويحيي في الذاكرة ما زال منها، مقدما بذلك عديدا من الأبعاد والدلالات الثقافية التي تميز بها معرض هذا العام عما سبقه. وكل ذلك يأتي مرافقا لمعرضي عدسة الحزم وريشتها اللذين ربطا ماضي التأسيس وتضحياته بحاضر الحزم وبطولاته.