بنغازي، طرابلس - الوكالات عاد الهدوء إلى العاصمة طرابلس التي عاشت يوماً طويلاً أعاد لأذهان سكانها أجواء الحرب التي بعد اشتباكات وصفت بالعنيفة استمرت لأكثر من الساعة ونصف الساعة، بين فصيل رافض لحكومة الوفاق الوطني وآخر مؤيد لها، وفيما لم تتحدث أية مصادر رسمية عن وقوع خسائر توقع شهود عيان أن يكون هناك عدد من القتلى في صفوف الفصائل لكنها تفضل عدم إعلانها، وبالتزامن تمكن الجيش الوطني الذي يقوده اللواء خليفة حفتر من تحقيق تقدم كبير في إطار إنهاء وجود «داعش» في بنغازي بعد أن بسط سيطرته على مواقع استراتيجية مهمة بمحيط مصنع الأسمنت آخر معاقل التنظيم بمنطقة الهواري جنوب المدينة. وفي الأثناء نقل موقع «بوابة الوسط» عن مصادر متطابقة أن اشتباكات عنيفة اندلعت في طرابلس إثر هجوم «قوة الردع» والسرية السادسة بفشلوم على ما يعرف بـ«كتيبة المجلس العسكري بأبي سليم»، في محيط «معسكر الـ77»، حيث تتمركز كتيبة المجلس العسكري التي يقودها صلاح البركي. ولم تستبعد المصادر أن تكون الاشتباكات مقدمة لإخراج قوات بادي من العاصمة بما يخدم الترتيبات الأمنية المتعلقة بحماية حكومة الوفاق، إلا أن قوة الردع نفت في بيان على صفحتها بـ«فيسبوك» أي علاقة لها بالاشتباكات، ودعت أفرادها الموجودين في محيط الاشتباكات إلى تحمل مسؤولية أنفسهم، كما أكدت أن الفرقة السادسة التابعة للأمن المركزي هي أحد طرفي الاشتباكات التي اندلعت في السادسة من صباح اليوم. واستيقظ سكان العاصمة على أصوات إطلاق نار من أسلحة خفيفة ومتوسطة، اتضح في وقت لاحق أن مصدرها محيط ما يعرف بمعسكر الـ(77) المجاور لمعسكر باب العزيزية السابق بطريق السور قرب مدخل طريق مطار طرابلس. ويقود كتيبة «المجلس العسكري بأبي سليم» صلاح البركي، وهي إحدى الكتائب المسلحة التي يتشكل منها «لواء الصمود» تحت قيادة صلاح بادي المعروف بموقفه الرافض للاتفاق السياسي والمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق المنبثقة عنه، والمتحالف مع رئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، وقد ظهر في مناسبات عديدة معه معلنًا هذا الموقف. ولم تستبعد المصادر أن يكون ما حدث وإن حمل عناوين أخرى مقدّمة لشل قدرة قوات بادي «لواء الصمود» وإخراجها من العاصمة بما يخدم الترتيبات الأمنية المتعلقة بحماية المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق، كون هذه القوة هي الأكثر تطرفًا في رفضها للاتفاق السياسي، كما لم تستبعد أن يكون ما حصل قد تم بضوء أخضر من قيادات الكتائب العسكرية الكبرى التي تتبع مصراتة والمؤيدة لحكومة الوفاق الوطني بالنظر إلى انتماء بادي لهذه المدينة. وفي بنغازي أعلن الجيش الليبي سيطرته على مواقع استراتيجية مهمة بمحيط مصنع الأسمنت آخر معاقل داعش بمنطقة الهواري جنوب مدينة بنغازي شرق البلاد. وقال الناطق باسم القوات الخاصة «الصاعقة»، العقيد ميلود الزوي إن السيطرة الكاملة على منطقة الهواري باتت مسألة وقت. وأكد أن تنظيم «داعش» محاصر من الاتجاهات كافة من قبل المفارز العسكرية التابعة للقوات الخاصة وبقية وحدات الجيش الليبي والقوات المساندة. وأوضح الزوي أن اشتباكات يوم الجمعة بمحيط مصنع الأسمنت نتج عنها إصابة ثلاثة جنود من القوات الخاصة. وتشهد مدينة بنغازي اشتباكات عنيفة في عدة محاور بين قوات الجيش والوحدات المساندة له من شباب المناطق من جهة، وتحالف مجلس شورى ثوار بنغازي وتنظيمي داعش وأنصار الشريعة. إغراق أعلن قائد عمليات بنغازي العميد عبدالسلام الحاسي أن الجيش الوطني أغرق قطعة حربية قبالة سواحل بنغازي بها آليات وعتاد عسكري غير انه لم يحدد تبعية القطعة البحرية ولا الأسباب التي دفعت قواته لمهاجمتها.