كنت في أحد مراكز التسوق مطلع الأسبوع الماضي حين سمعت أحدهم يتمتم غاضباً: «فين الدبوس.. هاتي الدبوس» لم أفهم ماذا يقول هذا الرجل الغاضب -والذي بدا أنه مصابٌ باضطراب نفسي- لطفله الذي لم يكمل الخمسة أعوام والذي بدت في عينيه كل علامات الرعب والخوف، والتي لم تسلم منها أخته التي تصغره، والغريب أن «المرأة» التي معهم والتي من المفترض أنها «أمهم» كانت تشارك في هذه المسرحية الإرهابية عبر تمثيلها دور البحث في حقيبتها عن ذلك الدبوس المزعوم لوخز الطفل البائس به. عبثاً حاولت الاتصال بالشرطة وأعترف أنني عجزت عن التصرف واللحاق بهذا الأب المجرم الذي ابتلي به هؤلاء الصبية الطيبون الذين لا ذنب لهم إلا أنهم عبثوا بتلك الحلوى قرب مقر الدفع. إن أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات الطموحة الساعية للتقدم هي محاولة زيادة نسبة الطبقة المتوسطة على حساب الفقيرة، وضمن ذلك الإطار تسعى المؤسسات الاجتماعية الى تقليل أعداد الأطفال المضطهدين والمعنفين بانتشالهم من البيئات المغذية لتلك الظروف السلبية. لا أنكر وجود مؤسسات اجتماعية في بلادنا الا أنني آمل منهم توحيد رقم يسهل حفظه لتلقي بلاغات من هذا النوع ودوريات اجتماعية مدنية تتواجد فور احتياجها. إلى هؤلاء.. توقفوا عن الإنجاب ما دمتم ستنشئون أجيالاً مضطربة ومشوّهة.. أرجوكم.