وجودنا في الحياة، ووجود الحياة بداخلنا، هذا يعني أننا في منتصف الطريق، لا طريق آخر نسلكه، لا يوجد مجال للعودة إلى الوراء، لا توجد محاولات أخرى، لا يوجد سوى محاولة واحدة، وفرصة وحيدة، تتمثل في حقيقة لا تحتاج إلى إثبات أو جدل أو نقاش حولها، جميعنا يعلم ذلك، ولكن؛ بالرغم من معرفتنا بهذه الحقيقة، إلا أن معرفة الحقيقة لا تكفي! فإذا لم يكن هناك إدراك واستيعاب كاملين ينعكسان على جميع تصرفاتنا، فإن ذلك سيكون بمثابة موت مبكر، ولو عشت لألف عام! لأنك حينها ستكون في مقبرة الفشل، وستكون في طي النسيان، فإن كنت هكذا، فقد تسأل نفسك أين يكون النجاح؟! في الواقع إن النجاح يوجد بداخلك، فعندما تستوعب الحياة وماذا تعني، فأنت بهذا خطوت خطوة إلى الأمام، خطوة ستبعدك قليلا عن تلك المقبرة التعيسة، ثم ما إن تبدأ تعمل جاهدا، مستغلا كل ثانية في هذه الحياة، فإنك حتما حينها تتجه لصنع نفسك.. نفس لن تموت، ولن تفارقها الحياة. لأن الحياة ليست حياة الجسد فقط؛ إنما حياة (نفس) سيبقى ذكرها للأبد، و(عمل) لن ينتهي أثره، وستبقى نجما يشع وسط ليلة ظلامها دامس، ولنا في النجم مثال، حيث إن النجم ربما يكون قد انتهى عمره وفني في تلك السماء، إلا أن نوره وضياءه يجبرانا على رؤيته كما لو أنه موجود فعلا. كذلك أنت عندما تنجح، سيضيء نجاحك الأرجاء، وسيستمر ذلك الضياء، حتى بعد موتك بمئات السنين! فقط تذكر دائما، أن النجاح بداخلك، وأنك أنت من سيضيء نجاحك الخاص.