قال الشيخ عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن إغفال سنن الله من أسباب التخلُّف التي جعلت المسلمين في مؤخرة الأمم، موجهًا اللوم لـ"أصحاب العقول" الذين يستهينون بهذه السنن وعدم الاعتبار بما اشتملت عليه من مواطن العظة. وأوضح "الثبيتي" خلال خطبة الجمعة، التي ألقاها اليوم بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن لله، سبحانه وتعالى، سننًا تسري على كل شيء في الوجود، مؤكدًا أن الله عز وجل خلق الكون بالحق وجعله محكم الصنع منضبط القوانين لا ترى فيه خللا ولا اضطرابا، مستشهدا بالآية الكريمة "إنا كل شيء خلقناه بقدر"، مشددًا على أن "معرفة سنن الله ضرورة" وهي جديرة بالدراسة والفهم والمعرفة. وتابع: إن المتعرِّف على سنن الدنيا، يستطيع التنبؤ بالنتائج، إذا وجدت أسبابها "فمن أهم العلوم وأنفعها العلم بسنن الله التي توسِّع الإدراك وتزيد في معرفة الإنسان وقدرته على الاستفادة من التسخير ومن ثم عمارة الأرض وفق منهج الله عز وجل". وبيَّن أن القرآن يرد الناس إلى سنن الله، فبه القاعدة الثابتة التي تحكم الحياة بأمر الله ولا تتخلف ولا تجعل الأمور تمضي جزافا وللمستقبل حكم ما حصل في الماضي وأحداث الماضي دليل على ما يحصل في المستقبل ولقد قص القرآن الكريم علينا قصص الأمم التي خلت وما حل بها من سوء أعمالها لنتعظ ونعتبر ولا نفعل فعلهم لئلا يصيبنا ما أصابهم، قال تعالى "فاعتبروا يا أولي الأبصار" ودوام النظر في كتاب الله يبصرنا بسننه في الكون وفي النفس ومع العصاة ومع المكذبين.