بات مفهوم المسافر المتصل حقيقة واقعة في عالم الطيران اليوم لأن مسافر اليوم بطبعه متصل حتى قبل دخوله الطائرة سواء في بيته أو في المطار، وهذه حقيقة يجب على الشركات التكيف معها وتوفير متطلبات الاتصال لركابها في قطاع يشهد الكثير من التنافس. وتشير أحدث الدراسات اليوم إلى أن 25 % من الكبار لا يتذكرون أن الهاتف فارق آذانهم وبعض التطبيقات اليوم مثل واتساب لديه نحو مليار مستخدم نشط. وهناك مليارا صورة تتم مشاركتها يومياً عبر فيسبوك. ورغم التباين في استخدام هذه التطبيقات من منطقة إلى أخرى إلا أن استخدام تطبيقات الهاتف تأخذ منحنى تصاعدياً وبسرعة كبيرة، وهذا يشمل الطيران، تؤثر على سلوك المسافرين جواً. ويشير تقرير لموقع فلايت غلوبال الإلكتروني إلى أن 97 % من المسافرين يحملون أداة اتصال ذكية شخصية وهناك 55 % من مسافري الأعمال يستخدمون اوبر أكثر من التاكسي العادي في رحلاتهم، وهذا يعني أن تطبيقاوبر يلبي احتياجاتهم. واذا أرادت شركات الطيران أن تكون في قلب المنافسة فإن تطبيقاتها يجب أن تعمل بسلاسة، كما هي الحال في اوبر وحتى اليوم فإن القليل من الناقلات حققت هذا الأمر. وعلى سبيل المثال ان طلب سيارة عبر اوبر يتطلب نقرتين فقط في الوقت الذي يحتاج فيه المسافر من 5 20 نقرة للقيام بحجز عبر الهاتف المتحرك، وهذا يعني أن تطبيق اوبر غير فعلاً من الطريقة التي نحجز فيها للخدمات. ويوضح التقرير أن المسافر وبفضل التكنولوجيا المتوفرة بات متطلباً اكثر وهو يهتم فعلاً بالطريقة التي يحجز فيها للسفر أو بعدد النقرات للقيام بذلك أو حتى بكمية المعلومات التي يحتاجها في كل وقت ينجز فيها معاملة ما خاصة عبر الأجهزة المتحركة. وبالمقارنة فإن تطبيق اوبر لا يحتاج الى كل ذلك الروتين وإنما فقط صورة للبطاقة الائتمانية ليتم تخزين كامل المعلومات بعدها وبشكل دائم. قامت شركة ايزي جيت أخيراً باستلهام تطبيق اوبر بنفس التكنولوجيا للسماح للمسافرين بعملية مسح جوازات سفرهم وتخزين البيانات المتعلقة بها، ولذلك لا يحتاج الراكب بعد ذلك إلى إدخال هذه المعلومات عندما يسافر مع الشركة مرة أخرى. وهذا يعني أن ايزي جيت لم تخترع العجلة وإنما لجأت الى عملية تقليد تسهل كثيراً على المسافرين. وبنفس الوقت لجأت شركة امريكان اير لاينز إلى شراكة مع اوبر نفسها، حيث يمكن للمسافرين مع الناقلة وعبر تطبيق الشركة نفسها من الوصول بسهولة الى مواقع اوبر في المطار، وبنفس الوقت فإن المشتركين مع برنامج المكافآت سيتم منحهم أميالاً اضافية عند استخدام البطاقة الائتمانية عند القيام بعملية الدفع لسيارة اوبر. ويشير التقرير الى تطبيق آخر بدأ يأخذ طريقه الى المسافرين وهو Airbnb، والذي يتيح للمستخدمين الاختيار في الإقامة مع احد السكان في المدينة الجديدة. ورغم غرابة الفكرة في الإقامة مع غريب الآن أن الشركة تعمل بمبدأ نظام الثقة، حيث يتم تصنيف كل إقامة لكل ضيف ومدى معيار الضيافة لديه. ومن خلال Airbnb يتم بناء ثقة بين المسافر والمستضيف ومع عملية التقييم يحقق هذا المفهوم المزيد من النجاح. ودعا التقرير شركات الطيران إلى الاستفادة من هذا المفهوم أو التطبيق الناجح، مشيراً إلى أن شركة كي أل ام مثلاً وبشراكة مع فيسبوك توفر المزيد من الخدمات للمسافرين فيما يتعلق بالحجوزات عبر منصة مسينجر مما يمكن المسافر من القيام بعملية اعادة الحجز عبر الرسالة او الأخبار عن الحقائب المفقودة حتى في خلال سفره. وباتت الشركة اليوم في مقدمة الناقلات من حيث الاستجابة لاقتراحات وشكاوى المسافرين مما يعزز المنافسة في الصناعة. ويشير التقرير الى الكثير من اتجاهات السفر الحديثة التي تسهل على المسافرين، حيث كان موقع تريب ادفايزر قد بدأ هذا الاتجاه من خلال صور للفنادق التي يقومون بالحجز فيها، حيث تعتز لديهم الثقة عن رؤية الفندق، وأشار 93 % منهم الى أن قراراتهم تتأثر فعلاً بما يشاهدونه. واليوم هناك نحو 90 مشاهدة على الموقع كل دقيقة. وهذا يعطي شركات الطيران دافعاً أقوى لتغيير طريقة الحجز للمسافر الذي يستمر في البحث بين الأسعار والتواريخ، وهو أمر قد يتغير مع المستقبل. قام موقع تريب ادفايزر أخيراً بإطلاق صور لشركات الطيران في مسعى منه لتشجيع المسافرين على اضافة شركة الطيران التي يرغبون في السفر معها مع كل حجز للفندق. والموقع يلقى إقبالاً كبيراً على الخدمة الجديدة التي بدأت في يناير الماضي. من بين التطبيقات الجديدة التي يقبل عليها المسافرون تطبيق امازون التي تسمح للمستخدم بمسح السعر عبر الباركود ومن ثم تسهل عليه عملية الشراء خلال السفر بحيث يتم تسليمها له بعد ساعات قليلة من عودته للبيت. هناك اليوم أكثر من 80 تطبيقاً مقارناً يعطي المسافر السعر والتوقيت الحقيقي وجميعها مبادرات مبتكرة من امازون تسمح لأي مستخدم بمسح الباركود والحصول على السعر عبر قنوات التوزيع ومعرفة المتاجر القريبة من المسافر. ويقول التقرير إن مسافري اليوم باتوا اكثر اطلاعاً وخاصة فيما يتعلق بقرار الشراء وتشير تقديرات غوغل ان المسافر يزور اكثر من 21 موقعاً في خلال 7 جلسات وعبر 3 أجهزة مختلفة قبل القيام بعملية الحجز .. وهذا يعني ان المسافر اكثر إدراكاً حول خياراته وقبل ان يزور موقع شركة الطيران نفسها الأمر الذي يفرض على هذه الشركات تطوير موقعها بما يتلاءم مع سرعة واحتياجات المسافرين انفسهم، حيث غيرت التطبيقات اليوم مفهوم السفر وسلوكيات المسافرين انفسهم. قامت شركة الخطوط اليابانية بإطلاق سلسلة من التطبيقات وركزت جهودها على الأفضل وخلال العام 2013 أطلقت الشركة 10 تطبيقات خلال 8 شهور فقط. واليوم هناك شركات طيران قليلة عمدت الى هذا النهج الابتكاري الذي بات مطلوباً من مختلف شركات الطيران. ومن بين هذه الشركات قامت لوفتهانزا باستثمار نحو 10 ملايين يورو في مشاريع مبتكرة تركز بصورة رئيسية على التكنولوجيا واحتياجات المسافرين. واليوم تسعى ريان اير الى أن تصبح امازون الطيران خلال عام واحد فقد أسست مختبراً رقمياً منفصلاً قوامه أربعون موظفاً يسمى مختبر رايان اير وأطلق بالفعل موقعاً إلكترونياً خاصاً وهو يستهدف إطلاق 10 تطبيقات في عام 2016 احد هذه المواقع يسمح للمستخدمين بتصفح الوجهات. مسابقات لجأت بعض شركات الطيران لجأت الى نظام المسابقات سواء لموظفيها أو للمطورين لتحفيزهم على الابتكار والإبداع، ومنها شركات امريكان اير لاينز التي جمعت المطورين في وادي السيليكون لاستكشاف ابتكارات لاستخدام الأجهزة القابلة للارتداء وخاصة فيما يتعلق بالسفر الجوي وعلاقة شركات الطيران. بدورها أطلقت طيران الإمارات مسابقة على مدار 18 شهراً ولديها اليوم مشاريع ومبادرات مع جامعات اكسفورد وكارينجي لتعزيز الابتكار.