نادى أكاديميون وتشكيليون بالفصل بين غلاف الكتاب ومحتواه، بعد أن كشفت باحثة عن دراسة أكد فيها نحو 76% من القراء المستطلعة آراؤهم أنهم اقتنوا كتباً لأن تصميم الغلاف جاذب، دون الالتفات إلى المحتوى. جاء ذلك في ندوة الكتاب والفنون: العلاقة وأبعاد التوظيف، التي نظمتها اللجنة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب الخميس، وأدارها الدكتور فواز أبو نيان عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود. الورقة الأولى في الندوة قدمتها الدكتورة وسمية محمد العشيوي أستاذ التصميم المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن حول محور البعد السيكولوجي في التايبوجرافي في عنوان الكتاب، حيث عرّفت فيها الحضور على فن التايبوجرافي، أحد أنواع الفنون القائم على فكر تنظيمي للحروف لإيصال الرسالة الاتصالية، أي فن تشكيل الحروف. وقالت إن معاييره تتضمن تسهيله القراءة، وإيصال الرسالة، وتأثيره سيكولوجياً، وتحقيقه أسس التصميم الجرافيكي، وإسهامه في زيادة القراءة، وتسويقه للكتاب. وأكدت الدكتورة العشيوي أنها أجرت دراسة، قال فيها 75.6% من المستطلعة آراؤهم (وهم من قراء الكتب ومقتنيها) أنهم اقتنوا كتباً لأن تصميم غلاف الكتاب جاذب وملفت. وحول البعد السيكولوجي في البناء التصميمي لعنوان الكتاب، ترى العشيوي إن التنظيم البنائي لكتابة العنوان من حيث الحجم والمسافة واللون والوضع (أفقي، رأسي، مائل) وتصنيف الخط (مستقيم، منحني) ونوع الخط يقدم شعوراً يصل القارئ. بدورها، تناولت الفنانة التشكيلية الدكتورة هدى غازي الرويس محور الكتاب والعنوان: العلاقة وأبعاد الوظيفة، وتحدثت عن تاريخ الصور في الكتاب، وفلسفة الصورة، مؤكدة عن تصنيف بعض النقاد الغلاف بما يتضمنه من مكونات، واصفة الصورة بـ العتبة الثانية بعد العنوان الذي يشد المتلقي. وأكدت في ورقتها التي قدمتها أن صورة الكاتب قد تكون أكثر شهرة من الكتاب نفسه، فتوضع على الغلاف. ونصحت الدكتورة الرويس في ختام ورقتها «بالبحث عن التميز في الغلاف، سواءً أكنت ناشراً أو كاتباً». الورقة الأخيرة قدمها أ.د. أحمد عبدالكريم عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان المصرية، استعرض فيها صوراً تشرح رحلة الكتاب مع الفنون عبر الزمن، والمدارس الفنية المستخدمة في أغلفة الكتب.